كلّ أمر يخالف شريعته ، قال اللّه تعالى : ( لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ) (١) (٢) ، الآية ، وقد مرّت .
أقول : هذا الكلام منه بعد ذِكره كون بغض مَن ذَكره مِن أهل البيت عليهمالسلام بغض النبيّ صلىاللهعليهوآله ينادي بما ذكرناه آنفاً ، لاسيّما معاوية وأمثاله الذين ظهرت منهم أيضاً البدع ومخالفة السُّنّة ، وحملها أتباعهم على الاجتهاد حميّةً وتعصّباً لهم ، كما سيتّضح حقّ الاتّضاح.
قال القاضي : ومن العلامات أن يحبّ القرآن الذي أتى به صلىاللهعليهوآله وهدى به واهتدى وتخلّق به (٣) .
أقول : ومن الواضحات أنّ حبّ القرآن إنّما يكون بالعمل بما فيه ، لا بمحض التلاوة والتغنيّ فيه مع نبذه وراء الظهر عند العمل ، كما قال صلىاللهعليهوآله : «يقرؤون القرآن ولا يتجاوز حناجرهم» (٤) ، وسيأتي أيضاً : أنّ علمه عند أهل البيت عليهمالسلام الذين قرنهم الرسول صلىاللهعليهوآله به وأمر بالتمسّك بهما ، وعلى هذا لا يحبّ القرآن أيضاً من ترك متابعتهم وتمسّك بما سواهم ، فافهم .
قال القاضي : ومن علامة حبّ النبيّ صلىاللهعليهوآله أيضاً : شفقته على اُمّته ونصحه لهم وسعيه في مصالحهم ورفع المضارّ عنهم ، كما كان هو صلىاللهعليهوآله بالمؤمنين رؤوفاً رحيماً (٥) .
أقول : لا يخفى أنّ عمدة المضارّ إضلالهم عمّا أمر به النبيّ صلىاللهعليهوآله من
__________________
(١) سورة المجادلة ٥٨ : ٢٢ .
(٢) الشفا ٢ : ٦٢ .
(٣) الشفا ٢ : ٦٣ .
(٤) صحيح مسلم ٢ : ٧٤٠ / ١٤٢ ، جامع الاُصول ١٠ : ٩٠ / ٧٥٥٦ .
(٥) الشفا ٢ : ٦٤ .