وعلّمني تأويلها وتفسيرها ، وناسخها ومنسوخها ، ومحكمها ومتشابهها ، وعامّها وخاصّها ، ودعا اللّه أن يعطيني فهمها وحفظها ، فما نسيت آيةً من كتاب اللّه ولا علماً أملاه عليّ وكتبته مُنذ دعا اللّه لي بما دعا ، وما ترك شيئاً علّمه اللّه ، من حلال ، ولا حرام ، ولا أمر ، ولا نهي كان أو يكون ، ولا كتاب منزل على أحد قبله إلاّ علّمنيه وحفظته ، فلم أنس حرفاً واحداً منذ دعا لي» (١) ، الخبر ، وستأتي بقيّته وشواهده في الفصل الأوّل ، والحادي عشر من المقالة الأخيرة من المقصد الأوّل .
ودلالته على ما سبق ، مع الدلالة على بطلان الرأي وضلالة الاختلاف ، وكون حكم اللّه واحداً مأخوذاً من اللّه ورسوله صلىاللهعليهوآله مودوعاً عند أهله ، وعلى عدم حُسن حال كلّ الصحابة ، ووجود الكذّابين والمنافقين والمتوهّمين فيهم ، وأن لا اعتماد على كلّ ما رووه عن النبيّ صلىاللهعليهوآله ظاهرة .
وسيأتي ما يوضّح كلاًّ ممّا ذكره مفصّلاً ، كلّ واحد في محلّه ، فلا تغفل .
العاشر : ما رووه أيضاً عن هشام بن الحكم وغيره ، عن أبي عبداللّه الصادق عليهالسلام ، في جواب الزنديق الذي سأله عن مسائل كثيرة ، منها :
إنّه قال : لأيّ علّة خلق اللّه هذا الخلق وهو غير محتاج إليهم ، ولا مضطرّ إلى خلقهم ، ولا يليق به التعبّث بنا ؟
قال عليهالسلام : «خلقهم لإظهار حكمته ، وإنقاذ علمه ، وإمضاء تدبيره» .
قال : وكيف لم يقتصر على هذه الدار فيجعلها دار ثوابه ومحتبس عقابه ؟
__________________
(١) كتاب سُليم بن قيس ٢ : ٦٢٠ / ١٠ ، الكافي ١ : ٥٠ / ١ ، باب اختلاف الحديث ، الخصال ١ : ٢٥٥ / ١٣١ ، كتاب الغيبة للنعماني : ٧٥ / ١٠ ، تحف العقول : ١٩٣ بتفاوت يسير .