الفصل الخامس
في بيان أنّ المدار على هذا النوع من الامتحان المذكور في الباب وفصوله ، وكذا الامتحان الآتي [وأنّه] كان في كلّ زمان حتّى في هذه الاُمّة ولو على سبيل الشدّة والضعف ، كما مرّ أنّه كانت كذلك الامتحانات المتقدّمة ، وهكذا يكون إلى قيام قائم آل محمّد عليهمالسلام .
ونذكر هاهنا ما يدلّ على اقتفاء هذه الاُمّة مَنْ قبلَهم من الاُمم السابقة (١) في كلّ شيء حذو النعل بالنعل .
اعلم أنّ الجزء الأوّل من المقصود في هذا الفصل قد تبيّن تبياناً تامّاً ممّا قد سبق ، كما هو ظاهر ، وسيأتي في الباب الآتي أيضاً ما يزيده بياناً ، ومع هذا نذكر بعض آياته وأخباره في ضمن بيان الجزء الثاني ؛ لاتّحاد مفادهما جميعاً ، فلنتوجّه هاهنا إلى ذكر ما يوضّح الجزء الثاني صريحاً وتلويحاً ، وإن كان هو أيضاً ممّا تبيّن ممّا سبق ضمناً ، فلنذكر أوّلاً نبذاً من الآيات ، ثمّ الروايات .
قال اللّه تعالى : ( لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ ) (٢) أي : لتتبعنّ سنن السابقين حذو النعل بالنعل ، كما سيأتي في الأخبار ، وهذا تفسير صرّح به
__________________
(١) في «م» : السالفة .
(٢) سورة الانشقاق ٨٤ : ١٩ .