أو جهميٌّ (١) يقول : إنّما هي معرفة اللّه وحده ليس الإيمان شيء غيرها ؟ !
قال : ويحك ، أيّ شيء يقولون ؟ فقلت : يقولون : إنّ علي بن أبي طالب عليهالسلام واللّه ، للإمام الذي يجب علينا نصيحته ، و«لزوم جماعتهم» : أهل بيته .
قال : فأخذ الكتاب فخرقه (٢) ، ثمّ قال : لا تخبر بها أحداً (٣) .
أقول : هذه الخطبة ممّا ذكرها العامّة والخاصّة عن النبيّ صلىاللهعليهوآله في مسجد الخيف ـ كما سيظهر ـ لا سيّما في حكاية الغدير ، واختصر الإمام عليهالسلام هاهنا على هذه الفقرات منها لما فيها ممّا فسّره الرجل ، فتأمّل .
الثاني عشر : ما رواه جماعة من الأعلام الثقات في روايات معتبرة ، وتوقيعات معتمدة عن مولانا وسيّدنا القائم لإعلاء كلمة اللّه الحُجّة بن الحسن صاحب الزمان عليه وعلى آبائه صلوات اللّه الملك الديّان ، ونحن نقتصر فيها على ذكر ما هو المناسب هاهنا :
__________________
وعتاب بن الأعور ، وغيرهما .
انظر : الملل والنحل للشهرستاني ١ : ١١٥ ، تاريخ الإسلام للذهبي (حوادث ١١ ـ ٤٠) : ٥٨٨ .
(١) هو الذي يقول بمعرفة اللّه وحده ، وليس الإيمان شيء غيره ، من أتباع جهم بن صفوان الذي قال بالإجبار والاضطرار إلى الأعمال ، وأنكر الاستطاعات كلّها ، وزعم أنّ الإيمان هو المعرفة باللّه تعالى فقط ، وأنّ الكفر هو الجهل به فقط .
انظر : الفرق بين الفِرَق : ٢١١ ، التبصير في الدين : ١٠٧ ، الملل والنحل للشهرستاني ١ : ٨٦ .
(٢) في هامش بعض النسخ : فمزقه .
(٣) الكافي ١ : ٣٣٣ / ٢ (باب ما أمر النبيّ صلىاللهعليهوآله بالنصيحة لأئمّة المسلمين واللزوم لجماعتهم ومن هم) ، بحار الأنوار ٢٧ : ٦٩ / ٦ .