بسم اللّه الرحمن الرحيم
وبه نستعين
الحمد للّه الذي خلق العباد وأمرهم بعبادته ؛ ليدخلهم الجنّة التي خلقها لهم ، وأوجب عليهم طلب ما كلّفهم به من فنون طاعته ؛ لكي يكونوا من الذين عرّفها لهم ، فأرسل لتعليمهم الرسل والأنبياء ، وأنزل لبيان ذلك الكتب من السماء ، وعيّن للتبيين (١) لهم الأوصياء ( لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ) (٢) ؛ حيث لا حجّة بعد تبيان الحقّ لهم ، فمنهم النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم الذي قرن الاعتراف بنبوَّته بالاعتراف باُلوهيّته ، واختصّه من تكريمه بما لم يصل إليه أحد من بريّته ، أعني : سيّدنا ومولانا محمّد صلىاللهعليهوآله الذي أرسله اللّه رحمةً لخليقته ، وإعلاءً لكلمته ، وإعلاناً لحجّته ، وتبياناً للوصلة إلى طاعته ، والوسيلة إلى عبادته ، فأنزل عليه الكتاب فيه تبيان كلّ شيء ؛ لئلاّ يضلّوا كما ضلّ من كان قبلهم .
__________________
(١) في نسخة «ح» و«م» و«ن» : للنبيين وما أثبتناه من نسخة «ش» .
(٢) سورة النساء ٤ : ١٦٥ .