هم نظراء هؤلاء الكفرة من الملوك في قتل أهل البيت عليهمالسلام وقمع أتباعهم وشتات شيعتهم ، وعبادة الشيطان بعداوة خلفاء الرحمن ، وترك العمل بالقرآن وأشباه ذلك ، لاسيّما يزيد بن معاوية الذي فعل بآل الرسول صلىاللهعليهوآله وأهل المدينة ما لم يفعله أحد بالكفّار .
ومن العجائب أنّ اشتهار هذه البدعة صار بحيث تشبّه بهذه الجماعة ـ بل بتعبّد طوائف النصارى أيضاً ـ خطباء المخالفين في الجمعات والأعياد ، حتّى أنّهم بَنوا لهم ولِمؤذّنيهم محافل في مساجدهم يتغنّون فيها وعلى المنابر بالقرآن والخطب والأذكار ، مع أنّهم يدرون أنّ ذلك لم يكن في زمن النبيّ صلىاللهعليهوآله ولا الصحابة ، بل إنّه من البدع المأخوذة من الكفّار ، فافهم .
ثمّ قال الشهرستاني في بيان مذاهب النصارى ـ بعد ما بيّن أنّهم اُمّة عيسى عليهالسلام ، وأنّه بعد ما رفع إلى السماء اختلف الحواريّون وغيرهم إلى أن انتهى اختلافهم إلى اثنتين وسبعين فرقة ، حيث شوّشوا أمر وصيّه شمعون الصفا كما مرّ آنفاً ـ : إنّ كبار فِرَقهم ثلاثة : الملكانية ، والنسطورية ، واليعقوبية ، وإنّهم بين قائل بأنّ الكلمة اتّحدت بجسد المسيح عليهالسلام وتدرّعت بناسوته ، وقائل بأنّها مازجت جسد المسيح كما يمازج الماء اللبن ، وقائل بالإشراق كإشراق النور على الجسم ، وقائل بالانطباع كانطباع النقش في الشمعة ، حتّى قال بعضهم بأنّ المسيح قديم أزلي (١) .
وصرّح جمع : بأنّ الكلمة انقلبت لحماً ودماً ، فصار الإله هو المسيح وهو الظاهر بجسده ، وهو هو كما أخبر اللّه عنهم بقوله : ( قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ
__________________
(١) الملل والنحل للشهرستاني ١ : ٢٢٠ ـ ٢٢٢ بتقديم وتأخير .