أقذار (١) الناس (٢) .
وفي صحيحي البخاري ومسلم : عن أبي موسى ، عن النبيّ صلىاللهعليهوآله قال : «ليس أحد أصبر ـ على أذىً يسمعه ـ من اللّه ، إنّهم ليدّعون له ولداً ، ويجعلون له أنداداً ، وهو مع ذلك يعافيهم ويرزقهم» (٣) .
وفي أخبار أهل البيت عليهمالسلام أنّ الصادق عليهالسلام قال لبعض أصحابه : «عليك بالصبر في جميع الاُمور ؛ فإنّ اللّه عزوجل بعث محمّداً صلىاللهعليهوآله فأمره بالصبر والرفق ، فقال : ( وَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ ) (٤) ، الآية ، فصبر صلىاللهعليهوآله حتّى نالوه بالعظائم ورموه بها ، فضاق صدره ، فأنزل اللّه عزوجل : ( وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ )» (٥) ، الآية ، ثمّ كذّبوه ورموه ، فحزن لذلك ، فأنزل اللّه سبحانه : ( قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ )» الآية ، إلى قوله تعالى : «( وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَىٰ مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّىٰ أَتَاهُمْ نَصْرُنَا ) (٦) » (٧) ، الخبر .
وقال عليهالسلام : «إنّ الحرّ حرّ على جميع أحواله إن نابته نائبة صبر لها ، وإن تداكّت عليه المصائب لم تكسره ، وإن اُسر وقُهر واستبدل باليسر عسراً،
__________________
انظر : الفهرست لابن النديم : ١١١ ، وفيات الأعيان ٤ : ٣٥١ / ٦٤٥ ، سير أعلام النبلاء ١٠ : ٦٦٤ / ٢٤٢ ، تهذيب الكمال ٢٥ : ٢٥٥ / ٥٢٣٧ .
(١) كذا في جميع النسخ ، وفي حواشيها : إيذاء .
(٢) الطبقات الكبرى ١ : ٣٧٨ ، وفيه : «أوزار» بدل «أقذار» ، كنز العمّال ٧ : ٣٥ / ١٧٨١٨ .
(٣) صحيح البخاري ٩ : ١٤١ ، صحيح مسلم ٤ : ٢١٦٠ / ٢٨٠٤ ، بتفاوت فيهما .
(٤) سورة المزّمّل ٧٣ : ١٠ .
(٥) سورة الحجر ١٥ : ٩٧ .
(٦) سورة الأنعام ٦ : ٣٣ ـ ٣٤ .
(٧) الكافي ٢ : ٧١ / ٣ (باب الصبر) ، مشكاة الأنوار ١ : ٥٣ / ٨١ .