وسيأتي في الفصل العاشر من المقالة الأخيرة من المقصد الأوّل حديث آخر عن هشام أيضاً ، أنّه تكلّم في مجلس بني العباس على علماء القوم في الإمامة بما يوافق دليلنا الذي ذكرناه تمام الموافقة ، فلا تغفل ، بل طالعه البتّة فإنّه كلام تامّ جيّد جدّاً .
الثالث : ما رووه أيضاً عن يونس بن يعقوب :
قال : كنت عند أبي عبداللّه عليهالسلام فورد عليه رجل من أهل الشام ، فقال : إنّي رجل صاحب كلام وفقه وفرائض ، وقد جئت لمناظرة أصحابك . . . . فقال عليهالسلام لي : «لو تُحسن الكلام كلّمته» فقلت : يا لها من حسرة ! فقال لي : أخرج إلى الباب فانظر من ترى من المتكلّمين فأدخله ، قال : فأدخلت حمران بن أعين وكان يحسن الكلام ، وأدخلت الأحول (مؤمن الطاق) وكان يحسن الكلام ، وأدخلت هشام بن سالم وكان يحسن الكلام ، وأدخلت قيس بن الماصر (١) وكان عندي أحسنهم كلاماً ، وكان قد تعلّم من علي بن الحسين عليهماالسلام ، فلمّا استقرّ بنا المجلس ورد هشام بن الحكم ، وهو أوّل ما اختطّت لحيته وليس فينا إلاّ من هو أكبر سنّاً منه .
قال : فوسّع له أبو عبداللّه عليهالسلام (٢) ، فقال : «ناصرنا بقلبه ولسانه ويده» .
ثمّ قال : «ياحمران ، كلّم الرجل» فكلّمه ، فظهر عليه حمران .
__________________
(١) هو من المتكلّمين تعلّمه من عليّ بن الحسين عليهالسلام ، وصحب الصادق عليهالسلام ، وكان أحسن كلاماً من هشام بن سالم ، وحمران ، والأحول . قال الصادق عليهالسلام لقيس : «أنت والأحول قفّازان حاذقان» ويظهر من كلام الصادق عليهالسلام كونه من أجلاّء أصحاب الأئمّة الثلاثة عليهمالسلام .
انظر : تعليقة الوحيد البهبهاني على منهج المقال : ٢٦٠ ، تلخيص المقال : ١٩٢.
(٢) من صفحة ١٥ هامش ٢ إلى هنا سقط في «م» .