عنده ، وقد فعل ذلك ، حيث أرسل الرسل ، وأنزل الكتب ، وعيّن الأوصياء ، حتّى انتهى إلى حبيبه محمّد صلىاللهعليهوآله خاتم الأنبياء ، فأرسله بالكتاب المبين ، وعلّمه ما احتاجوا إليه من اُمور الدين ، وحيث ثبت أنّه لم يبق طول مدّة التكليف ، ولم يُعلم جميع الاُمّة جميع ما احتاجوا إليه ، فلا جرم من وجود معلّم معيّن من اللّه ورسوله صلىاللهعليهوآله في كلّ عصر بنحو ما كان في سائر الاُمم ، يكون مثل النبيّ صلىاللهعليهوآله في الصفات عارفاً بجميع ما تحتاج الاُمّة إليه على ما هو الوارد من اللّه ؛ حتّى لا يلزم التقصير في التبليغ ، ويُتمّ الحجّة والنعمة ، ولا شكّ في أنْ ليس في مثل هذه الصفات ولا ادّعى ذلك أحد غير عليّ بن أبي طالب والحسنين والتسعة المعلومين من ذريّة الحسين صلوات اللّه عليهم أجمعين .
وإذا تبيّن هذا ، فاعلم أنّ مضمون هذا الدليل ممّا يستفاد ـ ولو متفرّقاً ـ من المرويّات المعتبرة المتعدّدة عن أهل بيت الوحي والتنزيل ، وعلماء التفسير والتأويل ، فلا بأس إن ذكرنا ها هنا نبذاً من تلك الأخبار لمزيد البصيرة لمن أراد الاستبصار :
فالأوّل منها : ما رواه جماعة من أصحاب أهل البيت عليهمالسلام في كتبهم بأسانيد ، منها:
ما ذكره الشيخ الجليل محمّد بن يعقوب الكليني (١) في كتاب الكافي
__________________
(١) محمّد بن يعقوب بن إسحاق الكليني الرازي البغدادي ، يكنّى أبا جعفر ، المشتهر بثقة الإسلام ، من أئمّة الإماميّة وعلمائهم ، وأوثق الناس في الحديث وأثبتهم ، وله كتب كثيرة منها : كتاب الكافي ، صنّفه في عشرين سنة ، وتوفّي في بغداد سنة ٣٢٨ هـ .
انظر : رجال النجاشي : ٣٧٧ / ١٠٢٦ ، الفهرست للشيخ الطوسي ٢١٠ / ٦٠٢ ، الخلاصة : ٢٤٥ / ٨٣٥ ، أعيان الشيعة ١٠ : ٩٩ .