الناس فيما قلت ؛ حيث وضع اللّه ولايته وطاعته ومودّته واستنباط علمه وحججه ، فإيّاه فتقبّلوا وبه فاستمسكوا تنجوا به ، وتكون لكم الحجّة يوم القيامة» (١) ، الخبر .
ولا يخفى دلالته على ما نحن فيه ، وصراحته في دوام الوصيّة في الذرّيّة الطاهرة من آدم عليهالسلام ، وكتمان بعض تقيّةً ، وإعلان بعض عند الإذن من اللّه ، كما هو بعينه في هذه الاُمّة ، وسيأتي تبيانه في فصل الوصيّة .
وقوله عليهالسلام : «إنّ اللّه لم يجعل العلم جهلاً» ردّ على من قال بأنّ اللّه بيّن بعض أحكامه على لسان نبيّه صلىاللهعليهوآله وفوّض الباقي إلى ظنون المجتهدين وأفكارهم واجتهاداتهم الظنّيّة ، وأمر من لم يبلغ درجة الاجتهاد باتّباع ظنون هؤلاء المجتهدين .
وملخّص الكلام أنّ الظنّ قد يكون باطلاً فيكون جهلاً ؛ لعدم مطابقته الواقع ، فتأمّل .
الرابع عشر : منقولات غريبة مؤيّدات للمقصود أحببنا ذكرها هاهنا :
أحدها : ما نقله الكراجكي (٢) في كتاب كنز الفوائد : عن عليّ بن محمّد البغدادي ، عن أحمد بن محمّد الجوهري ، عن محمّد بن لاحق بن سابق ، [عن هشام بن محمّد السائب الكلبي (٣) ] ، عن أبيه ، عن الشرقي بن
__________________
(١) الكافي ٨ : ١١٣ / ٩٢ ، كمال الدين ١ : ٢١٣ / ٢٢ ، بحار الأنوار ١١ : ٤٣ / ٤٩ ، بتفاوت في بعض الألفاظ .
(٢) في النسخ : ابن الكراجكي ، والظاهر زيادة «ابن» وهو محمّد بن عليّ بن عثمان الكراجكي يكنّى أبا الفتح ، عالم فاضل ، متكلّم فقيه محدّث ، ثقة جليل القدر ، له كتب ، منها : كنز الفوائد ، ومعدن الجواهر ، ورياضة الخواطر وغيرهما ، توفّي سنة ٤٤٩ هـ .
انظر : أمل الآمل ٢ : ٢٨٧ / ٨٥٧ ، الكنى والألقاب ٣ : ٨٨ ، لؤلؤة البحرين : ٣٣٧ / ١١٢ ، روضات الجنات ٦ : ٢٠٩ / ٥٧٩ .
(٣) في النسخ: لاحق بن سابق عن أبيه . والصواب ما أثبتناه ، كما جاء ذلك في المصادر.