المعجزات في حال غالبين وفي اُخرى مغلوبين ، وفيحال قاهرين وفي اُخرى مقهورين ، ولو جعلهم اللّه عزوجل في جميع أحوالهم غالبين قاهرين ، ولم يبتلهم ولم يمتحنهم لاتّخذهم الناس آلهة من دون اللّه ، ولما عرف فضل صبرهم على البلاء والمحن والاختبار ، ولكنّه جعل أحوالهم في ذلك كأحوال غيرهم ؛ ليكونوا في حال المحنة والبلاء صابرين ، وفي حال العافية والظهور علىالأعداء شاكرين ، ويكونوا في جميع أحوالهم متواضعين غير شامخين ولا متجبّرين ، وليعلم العباد أنّ لهم عليهمالسلام إلهاً هو خالقهم ومدبّرهم فيعبدوه ويطيعوا رسله ، وتكون حجّة اللّه ثابتةً على من تجاوز الحدّ فيهم وادّعى لهم الربوبيّة ، أو عاند وخالف وعصى وجحد بما أتت به الأنبياء والرسل ، وليهلك من هلك عن بيّنة ويحيى من حيّ عن بيّنة .
قال محمّد بن إبراهيم رضیاللهعنه : فعدت من غدٍ إلى الشيخ أبي القاسم رضیاللهعنه ، وأنا أقول في نفسي : أتراه ذكر لنا ما ذكر أمس من عند نفسه ؟
فابتدأني وقال : أخرّ من السماء فتخطفني الطير ، أو تهوي بي الريح في مكان سحيق أحبّ إليّ من أن أقول (١) في دين اللّه برأيي ومن عند نفسي ، بل ذلك عن الأصل ومسموع من الحجّة صلوات اللّه عليه (٢) .
الثالث عشر : ما رواه جماعة ، منهم الكليني ، عن أبي حمزة الثمالي (٣) ، عن أبي جعفر الباقر عليهالسلام في حديث طويل نحن نذكر خلاصته
__________________
(١) في «م» زيادة : من نفسي .
(٢) كمال الدين ٢ : ٥٠٧ / ٣٧ باب ذكر التوقيعات الواردة عن القائم عليهالسلام ، علل الشرائع ١ : ٢٤١ باب ١٧٧ / ١ ، الغيبة للطوسي : ٣٢٤ / ٢٧٣ ، الاحتجاج ٢ : ٥٤٦ / ٣٤٦ ، منتخب الانوار المضيئة : ١١٣ ـ ١١٥ ، بحار الأنوار ٤٤ : ٢٧٣ / ١ .
(٣) هو ثابت بن دينار ، يكنّى أبا حمزة ، كوفي ثقة جليل القدر بالاتّفاق ، من أصحاب