بلاده ، وأيّده بروحه ، وآتاه علمه ، وأنبأه فضل بيانه ، واستودعه سرّه . . . واستحفظه علمه ، واستخبأه حكمته ، واسترعاه لدينه ، وانتدبه لعظيم أمره ، وأحيا به مناهج سبيله ، وفرائضه وحدوده ، فقام بالعدل عند تحيّر أهل الجهل . . . بالنور الساطع والشفاء النافع . . . والبيان اللائح من كلّ مخرج على طريق المنهج الذي مضى عليه الصادقون من آبائه عليهمالسلام » (١) الخبر .
ودلالته كسابقه حتّى أنّه يدلّ على العصمة صريحاً ، فتأمّل .
السابع : ما رووه أيضاً من كتاب بعض قدماء المحدّثين في شأن ( إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ) (٢) عن الباقرين عليهماالسلام برواية الثاني عن الأوّل في روايات عديدة ، نحن نجمع خلاصة مفاد الجميع ونذكرها على نهج يتّضح به المقصود وإن دعت الضرورة أحياناً إلى النقل بالمعنى أو تأليف بعض مع بعض أو تقديم وتأخير ونحو ذلك ، [و] من أراد التفصيل فليرجع إلى كتاب الكافي .
قال أبو جعفر الباقر عليهالسلام : «يامعشر الشيعة ، خاصموا بسورة ( إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ ) تفلجوا ، فواللّه ! إنّها لحجّة اللّه على الخلق بعد رسول اللّه صلىاللهعليهوآله » ، أي من حيث إنّها تدلّ على أنّ الزمان بعده صلىاللهعليهوآله لا يخلو من حجّة من جهة دلالة قوله تعالى : ( تَنَزَّلُ» بصيغة المضارع على الاستمرار التجدّدي ؛ ولهذا قال أيضاً : «وإنّها لسَيّدة دينكم ، يامعشر الشيعة ، خاصموا بـ : ( حم * وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ * إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ * فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ * أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ ) (٣) ، فإنّها لولاة
__________________
(١) الكافي ١ : ١٥٨ / ٢ ، (باب نادر جامع في فضل الإمام وصفاته) ، كتاب الغيبة للنعماني : ٢٢٤ / ٧ ، بحار الأنوار ٢٥ : ١٥٠ / ٢٥ .
(٢) سورة القدر ٩٧ : ١ .
(٣) سورة الدخان ٤٤ : ١ ـ ٥ .