المقام الأوّل : في بيان نبذ ممّا نقل القوم في بيان (١) أحوال ما عدا الصحابة وأمثالهم ممّا يدلّ على المقصود .
نقل صاحب كتاب تاريخ الإسلام فيه : عن يزيد بن محمّد الرهاوي (٢) قال : سمعت أبي يقول : قلت لعيسى بن يونس (٣) : أيّما أفضل الأوزاعي؟ (٤) أو سفيان (الثوري ؟ ـ وكلاهما من أعاظم علماء الجمهور ، والمجتهدين ، والثقات عندهم ، وكان الأوزاعي ساكناً بالشام وإمامهم) (٥) ـ فقال : وأين أنت من سفيان ؟ فاستبعدت ذلك ، وذكرت فضل الأوزاعي وفقهه وعلمه ، فغضب وقال : أتراني أؤثر على الحقّ شيئاً ! سمعت الأوزاعي يقول : ما أخذنا العطاء حتّى شهدنا على عليّ عليهالسلام بالنفاق وتبرّأنا
__________________
(١) لم ترد في «م» و«س» .
(٢) هو يزيد بن محمّد بن سنان، يكنّى أبا فروه الرهاوي، روى عنه أبو عروبة الحرّاني وجماعة، ومات سنة ٢٦٩ في رمضان بالرّها.
انظر: سير أعلام النبلاء ١٢: ٥٥٥ / ٢١٤.
(٣) هو عيسى بن يونس بن أبي إسحاق يكنّى أبا عمرو ، وأبا محمّد الهمداني ، سكن الشام ، كان واسع العلم كثير الرحلة ، ومات سنة ١٨٧ هـ ، وقيل : ١٨٨ .
انظر : تهذيب الكمال ٢٣ : ٦٢ / ٤٦٧٣ ، سير أعلام النبلاء ٨ : ٤٨٩ /١٣٠ ، تهذيب التهذيب ٨ : ٢١٢ / ٤٤٠ .
(٤) هو عبد الرحمن بن عمرو بن يُحمَد الأوزاعي ، يكنّى أبا عمرو ، كان يسكن بمحلّة الأوزاع بدمشق ، والأوزاع بطن من حمير ، وله كتب ، منها : السنن ، والمسائل .
ولد ببعلبك سنة ٨٨ ، ومات سنة ١٥٧ هـ .
انظر : وفيات الأعيان ٣ : ١٢٧ / ٣٦١ ، تهذيب الكمال ١٧ : ٣٠٧ / ٣٩١٨ ، سير أعلام النبلاء ٧ : ١٠٧ / ٤٨ ، تاريخ الإسلام للذهبي (حوادث سنة ١٤١ ـ ١٦٠ ) : ٤٨٣ ، البداية والنهاية ١٠ : ١١٥ ، تهذيب التهذيب ٦ : ٢١٦ / ٤٨٧ .
(٥) ما بين القوسين لم يرد في «م» .