يبغضك ، والمرء مع من أحبّ» (١) .
أقول : لقد تبيّن ممّا بيّنّاه أنّ الحبّ الحقيقي الذي يكون خالصاً للّه تعالى إنّما يتحقّق من صميم القلب ويتمّ ، والمحبّ الصادق الواقعي الكامل في المحبّة إنّما يكون باجتماع شرائط يستلزم كلٌّ منها الآخَر إذا كان كاملاً تامّاً غير ناقص ، بل كلٌّ علامة الآخَر وثمرة تمام الحبّ ، بحيث مهما ظهر النقص في أحدهما كان ذلك علامة نقص أصل الحبّ ، بل ربّما يدلّ على نفيه اُمور :
أحدها : حبّ أصفياء اللّه ورسوله صلىاللهعليهوآله وأوليائهما ، وما أنزله اللّه وما أمر به رسوله صلىاللهعليهوآله ، فإنّ ذلك من حبّ محبوب المحبوب ، فيجب أن يحبّ ما ثبت أنّه من الدين الذي أمر اللّه ورسوله صلىاللهعليهوآله به ، وأن يحبّ كتاب اللّه المجيد ، وأن يحبّ آل محمّد عليهمالسلام وأهل بيته الذين نصّ اللّه تعالى بطهارتهم (٢) ، وأوجب في كتابه مودّتهم (٣) ، وجعلهم الرسول قريناً لكتاب اللّه (٤) ، وصرّح بمناقبهم وحسن حالهم ووجوب حبّهم ، وأنّهم منه وهو منهم ، كما سيأتي في مناقبهم مفصّلاً ، وأنّ أصلهم عليّ وفاطمة والحسنان صلوات اللّه عليهم ، وأن يحبّ عموماً من السابقين واللاحقين كلّ مؤمن باللّه وكتبه ورسله وجميع ما جاء به النبيّ صلىاللهعليهوآله محبّ لما ذكرناه وخصوصاً من لم تكن شبهة في ثبوت إيمانه وظهور حُسن حاله ، بحيث يكون بيّناً من أحواله وأفعاله وأقواله وأطواره وآثاره رسوخ حبّ جميع هؤلاء الذين
__________________
(١) الكافي ٢ : ١٠٣ / ١١ (باب الحبّ في اللّه والبغض في اللّه) .
(٢) سورة الأحزاب ٣٣ : ٣٣ .
(٣) سورة الشورى ٤٢ : ٢٣ .
(٤) كما في حديث الثقلين المتواتر عنه صلىاللهعليهوآله.