للشيطان عنك ، وعون لك على اُمور دينك» .
قلت : زدني ، قال : «قل الحقّ وإن كان مرّاً» .
قلت : زدني ، قال : «لا تخف في اللّه لومة لائم» (١) .
وفي وصايا النبيّ صلىاللهعليهوآله لعبد اللّه بن مسعود : «يا بن مسعود ، إنّ الدنيا دار غرور ، ودار من لا دار له ، ولها يجمع من لا عقل له ، إنّ أحمق الناس من طلب الدنيا .
يا بن مسعود ، من اشتاق إلى الجنّة سارع فيالخيرات ، ومن خاف النار ترك الشهوات ، ومن ترقّب الموت انتهى (٢) عن اللذّات ، ومن زهد في الدنيا قصر أمله ، وتركها لأهلها ، قال اللّه تعالى : ( مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا * وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَىٰ لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَٰئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا ) (٣) .
أقول : تأمّل في دلالة قوله تعالى : ( وَهُوَ مُؤْمِنٌ ) على أنّ الصلاح والتعبّد بدون تحقيق الحقّ عبث ، فافهم .
«يا بن مسعود ، من تعلّم العلم يريد به الدنيا ، وآثر عليه حبّ الدنيا وزينتها استوجب سخط اللّه عليه ، وكان في الدرك الأسفل من النار مع اليهود والنصارى الذين نبذوا كتاب اللّه وراء ظهورهم .
يا بن مسعود ، من تعلّم العلم ولم يعمل بما فيه حشره اللّه يوم القيامة أعمى ، ومن تعلّم العلم رياءً وسمعةً يريد به الدنيا نزع اللّه عنه بركته ،
__________________
(١) الخصال : ٥٢٥ / ١٣ ، الأمالي للطوسي : ٥٤١ / ١١٦٢ ، قطعة من الحديث ، تنبيه الخواطر ٢ : ٦٨ ـ ٦٩ ، مكارم الأخلاق ٢ : ٣٨٤ .
(٢) في المصدر : أعرض .
(٣) سورة الإسراء ١٧ : ١٨ ـ ١٩ .