الإمام عليهالسلام في الفصل التاسع من المقالة الأخيرة من المقصد الأوّل ، فتأمّل .
التاسع : ما نقلوه أيضاً عن أمير المؤمنين عليهالسلام في روايات نحن نجمعها ونذكرها باختصار بعض منها ، ولنقدّم قوله المشهور المسلّم وروده :
قال عليهالسلام : «أيّها الناس ، سلوني قبل أن تفقدوني ، فوالذي فلق الحبّة وبرأ النسمة ، لو سألتموني عن أيّة آية في ليل اُنزلت أو في نهار اُنزلت ، مكّيّها ومدنيّها ، سفريّها وحضريّها ، ناسخها ومنسوخها ، ومحكمها ومتشابهها ، وتأويلها وتنزيلها ، لأنبأتكم (١) ، وقد أقرأنيها رسول اللّه صلىاللهعليهوآله وعلّمني تأويلها ، فواللّه ، لا تسألوني عن فئة تضلّ مائة وتهدي مائة إلاّ أنبأتكم بناعقها وسائقها إلى يوم القيامة» (٢) .
سلوني فإنّ عندي علم الأوّلين والآخرين . . . ولولا آية في كتاب اللّه لأخبرتكم بما كان ، وبما يكون وما هو كائن إلى يوم القيامة ، وهي قوله تعالى : ( يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ ) (٣) .
أما واللّه ، لو ثنيت لي الوسادة لأفتيت أهل التوراة بتوراتهم ، وأهل الإنجيل بإنجيلهم ، وأهل الزبور بزبورهم ، وأهل القرآن بقرآنهم ، حتّى ينطق كلّ كتاب من كتب اللّه فيقول : صدق عليّ عليهالسلام لقد أفتاكم بما أنزل اللّه فيّ ، وأنتم تتلون القرآن ليلاً ونهاراً فهل فيكم أحد يعلم ما أنزل اللّه فيه ؟ » (٤) .
وسيأتي مثله منقولاً من كتب القوم في الفصل الأوّل من المقالة الأخيرة من المقصد الأوّل مع مؤيّدات كثيرة .
__________________
(١) المناقب لابن شهرآشوب ٢ : ٤٧ ـ ٤٨ ، وفيه : لأخبرتكم ، بدل : لأنبأتكم .
(٢) الاحتجاج ١ : ٦١٠ ، ٦١٧ ، ٦١٨ / ١٣٨ ، ١٤٠ ، ١٤١ .
(٣) سورة الرعد ١٣ : ٣٩ .
(٤) الاحتجاج ١ : ٦١٠ / ١٣٨ . وفيه بعضه .