وقال تبارك وتعالى : ( وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَٰكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ ) (١).
وقال جلّ جلاله : ( إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ ) (٢) .
وقال سُبحانه في قصّة قوم (٣) موسى عليهالسلام مخاطباً له : ( قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ ) إلى قوله : ( يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنْتُمْ بِهِ ) (٤) .
وأمثال هذه الآيات العديدة ، وسيأتي بعضها فيما بعد إن شاء اللّه تعالى ، ولنبيّن ما في بعض هذه :
قال بعض المفسّرين في قوله تعالى : ( وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ ) (٥) أي : يظنّ الناس أن يقنع منهم بأن يقولوا : إنّا مؤمنون فقط ، ويقتصر منهم على هذا القدر ، ولا يمتحنون بما يتبيّن به حقيقة إيمانهم ، هذا لا يكون (٦) .
وقال بعضهم : يعني أنّ مجرّد الإعلان والإقرار بالتوحيد والنبوّة وإظهار الإسلام لا يكفي ، بل لابدّ من اختبارهم من جهات عديدة يظهر منها الصادق من الكاذب (٧) .
قال الصادق عليهالسلام ـ كما في تفسير العيّاشي ـ : «واللّه لتمحّصنّ ، واللّه لتميّزن ، واللّه لتغربلنّ ، حتّى لا يبقى منكم إلاّ الأندر » قال الراوي ، قلت : وما الأندر ؟
قال : «البيدر ، وهو أن يدخل الرجل بيته الطعام يطيّن عليه ، ثمّ
__________________
(١) سورة محمّد ٤٧ : ٤ .
(٢) سورة التغابن ٦٤ : ١٥ .
(٣) لم ترد في «م» .
(٤) سورة طه ٢٠ : ٨٥ ـ ٩٠ .
(٥) سورة العنكبوت ٢٩ : ٢ .
(٦) الطبرسي في مجمع البيان ٤ : ٢٧٢ ، النحاس في معاني القرآن ٥ : ٢١١ .
(٧) الطبرسي في مجمع البيان ٤ : ٢٧٢ ، و٢ : ٣١٥ .