والقياس ، وإنّ ذلك إنّما يكـون بعـد كلّ نبيّ وبسبب مخالفة حجج اللّه وترك متابعتهم ، وأنّ اللّه لم يجعل الأرض خالية قطّ عن حجّة عالم بكلّ ما يحتاج إليه الناس ، وأن لا يكون حجّة إلاّ من نسل سابقه من زمان آدم ، وهلّم جرّاً .
وفيه أيضاً دلالة على بطلان الجبر ، وبعض حِكم الخِلقة وأنّ السّبب العمدة إنّما هو الطاعة والعبادة ، وسيأتي أيضاً ما فيه تبيان كلّ ما ذكره عليهالسلام ، لاسيّما في الباب الرابع من المقدّمة ، فتأمّل .
الحادي عشر : ما رواه جماعة من أصحاب الصادق عليهالسلام في روايات عَديدة ، منها : النسخة التي كتبها لهم وأمرهم بحفظها وتعاهدها أوقات الصلوات ، ونحن نذكر من كلّ رواية ما يناسب المقام :
قال عليهالسلام في النسخة التي ذكرناها ـ وقد اختصرناها ـ : «واعلموا أيّتها العصابة المرحومة المفلحة ، أنّ اللّه عزوجل إنّما أمر ونهى ليطاع فيما أمر به ولينتهى عمّا نهى عنه ، فمن اتّبع أمره فقد أطاعه وأدرك كلّ شيء من الخير عنده ، ومن لم ينته عمّا نهى اللّه عنه فقد عصاه ، فإن مات على معصيته أكبّه اللّه على وجهه في النار .
واعلموا أنّه ليس يغني عنكم من اللّه أحد من خلقه شيئاً ، وأنّه ليس بين اللّه وبين أحد من خلقه ملك مقرّب ولا نبيّ مرسل ولا من دون ذلك من خلقه كلّهم ، إلاّ طاعتهم له ، فاجتهدوا في طاعة اللّه واجتنبوا معاصيه إن سرّكم أن تكونوا مؤمنين حقّاً حقّاً ، وعليكم باتّباع آثار رسول اللّه صلىاللهعليهوآله وسنّته وآثار الأئمّة الهداة من أهل بيت رسول اللّه صلىاللهعليهوآله من بعده وسنّتهم ، فإنّ من أخذ بذلك فقد اهتدى ، ومن ترك ذلك ورغب عنه ضلّ ؛ لأنّهم هم الذين أمر اللّه بطاعتهم وولايتهم .