بنات رسول اللّه صلىاللهعليهوآله ، حتّى داروا بهم اُسراء في البلدان ، ولم يرتدع أحد منهم عن مثل ذلك الطغيان ، توقّعاً لما ربّما يقع بأيديهم من بعض جوائز أهل العدوان ، مع كون الكوفة جُمجمة العرب ، ومصر الإسلام ، وكون عامّة أهلها معدودين من شيعة عليّ وآله الكرام ، بل هم الذين كتبوا إلى الحسين عليهالسلام بأزيد من عشرة آلاف كتاب ، ودعوه إليهم مصرّحين بانحصار أهليّة الخلافة فيه (١) .
وسيأتي ـ لاسيّما في الفصل الآتي ـ صدور اُمور عجاب من جماعة ، هم عند المخالفين من رؤوس ذوي الألباب ، مع أنّا لم نذكر هاهنا ولا فيما (٢) بعد إلاّ قليلاً من كثير ، ويسيراً من جَمّ غفير ، حذراً عن إطالة الكلام بالاستقصاء ، فمن أراد الاطّلاع على التفصيل ـ لاسيّما ما أشرنا إليه هاهنا ـ فعليه بمراجعة كتب السير والتفاسير المبسوطة وقصص الأنبياء ، ولكن نشير إلى نبذ من الآيات الواردة في هذا المقام وما يتّضح به حقّ الاتّضاح أصل المرام :
قال اللّه عزوجل : ( زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَٰلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ ) (٣) .
وقال تعالى : ( زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا ) (٤) ، الآية.
__________________
(١) مثير الأحزان : ٢٥ ـ ٢٦ .
(٢) في «م» زيادة : قبل ولا فيما .
(٣) سورة آل عمران ٣ : ١٤ .
(٤) سورة البقرة ٢ : ٢١٢ .