حكمين فيضلاّ ويضلّ من يتبعهما» (١) .
وسنذكر بعض بقيّة الأخبار ، لاسيّما الدالّة على كون أهل البيت عليهمالسلام وأتباعهم نظراء أهل الحقّ في الاُمم السابقة ، فلنشرع الآن في بيان تفصيل الانطباق .
فاعلم أوّلاً : أنّه لا يلزم ـ كما هو مفاد ما ذكرناه من الأخبار ـ أن يكون كلٌّ من أقسام الانطباق صوريّاً وبعين الكيفية التي وقعت في الاُمم السابقة من جميع الجهات ، ومع وجدان كلّ جهة كانت هناك هاهنا ، بل يكفي مطلق التشابه وصدق النظير في الجملة ، ولا حجر أيضاً في تعدّد وقوع نظير شيء طول الأعصار وإن كان وجه الشبه في بعضٍ غير الوجه في آخر.
ثمّ اعلم ثانياً : أنّه لا شكّ ، بل لا كلام أيضاً ـ كما تنادي به الأخبار المتواترة ، لاسيّما التي تأتي في فصول المقالة الأخيرة من المقصد الأوّل ـ في كون عليّ عليهالسلام في هذه الاُمّة نظير هارون في بني إسرائيل ، وكذا نظير يوشع بن نون فيهم ، بل نظير كلّ وصيّ من أوصياء الأنبياء ، بل كلّ ثابت الخيريّة ، حتّى أنّ في كتابَي العِصامي (٢) والخِلَعي (٣) : عن النبيّ صلىاللهعليهوآله أنّه
__________________
(١) دلائل النبوّة للبيهقي ٦ : ٤٢٣ .
(٢) هو عبدالملك بن حسين بن عبدالملك الشافعي المكي الشهير بالعصامي ، المؤرّخ الأديب ،وهو حفيد الملا عصام عبدالملك بن جمال الدين (٩٧٨ هـ ١٠٣٧) .
له كتب منها : سمط النجوم العوالي في انباء الأوائل والتوالي ، ومنها : قيد الأوابد من الفوائد والعوائد ، ولد بمكة سنة ١٠٤٩ هـ ، وتوفّي فيها سنة ١١١١ هـ .
انظر : الأعلام ٤ : ١٥٧ ، هدية العارفين (ضمن كشف الظنون) ١ : ٦٢٨ ، البدر الطالع ١ : ٢٠٤ / ١٨٦ .
(٣) هو القاضي عليّ بن الحسن بن الحسين الموصلي الأصل ، يكنّى أبا الحسن ، واشتهر بالخلعي ، لأنه كان يبيع الخِلع لأملاك مصر ، وقد سمع أبا محمّد عبدالرحمن بن عمر بن النحّاس ، وحدّث عنه : أبو عليّ الصدفي ، له كتب منها : المغني في الفقه ، ولد سنة ٤٠٥ هـ ، ومات سنة ٤٩٢ هـ .
انظر : وفيات الأعيان ٣ : ٣١٧ / ٤٤٤ ، سير أعلام النبلاء ١٩ : ٧٤ / ٤٢ ، طبقات الشافعيّة للسبكي ٥ : ٢٥٣ / ٤٩٩ ، شذرات الذهب ٣ : ٣٩٨ .