قال النبيّ صلىاللهعليهوآله : «إنّ ربّي عزوجل قال : يا محمّد ، إنّي أعطيت لاُمّتك أن لا اُهلكهم بسنة عامّة ، وأن لا اُسلّط عليهم عدّواً من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم ولو اجتمع عليهم ما بين أقطارها حتّى يكون بعضهم يفني بعضاً ، وإنّما أخاف على اُمّتي الأئمّة المضلّين ، وإذا وضع في اُمّتي السيف لم يرفع عنهم إلى يوم القيامة ، ولا تقوم الساعة حتّى تلتحق قبائل من اُمّتي بالمشركين ، وحتّى تعبد قبائل من اُمّتي الأوثان ، وإنّه سيكون في اُمّتي كذّابون ثلاثون (وفي بعض الروايات : سبعون كذّاباً) (١) كلّهم يزعم أنّه نبيّ ، وأنا خاتم النبيّين لا نبيّ بعدي ، ولا تزال طائفة من اُمّتي على الحقّ ظاهرين لا يضرّهم من خالفهم حتّى يأتي أمر اللّه» (٢) .
أقول : ملاحظة هذه الأخبار بعضها مع بعض تدلّ على كون هؤلاء الاُمراء والأئمّة منافقين ، وأنّ علامتهم العمل بالرأي وخلاف ما في الكتاب وما كان من سنن النبيّ صلىاللهعليهوآله ، سواء كانوا سلاطين أو العلماء التابعين لهم ، كما في تاريخ الحاكم : عن أنس ، عن النبيّ صلىاللهعليهوآله قال : «ويل لاُمّتي من
__________________
بالطبّ والنجوم ، ولي قضاء سمرقند زماناً . وله كتب ، منها : تفسير القرآن ، وصحيح ابن حبّان ، والثقات . ولد سنة ٢٧٠ ، ومات سنة ٣٥٤ هـ .
انظر : سير أعلام النبلاء ١٦ : ٩٢ / ٧٠ ، ميزان الاعتدال ٣ : ٥٠٦ / ٧٣٤٦ ، لسان الميزان ٦ : ٩ / ٧٢٣٣ ، شذرات الذهب ٣ : ١٦ ، هدية العارفين ٢ : ٤٤ ـ ٤٥ .
(١) انظر : كنز العمّال ١٤ : ١٩٧ / ٣٨٣٦٣.
(٢) مسند أحمد ٦ : ٣٧٤ / ٢١٨٨٩ ، وفي صحيح مسلم ٤ : ٢٢١٥ / ٢٨٨٩ ، وسنن الترمذي ٤ : ٤٧٢ / ٢١٧٩ ورد إلى قوله : (يفني بعضاً) ، سنن أبي داود ٤ : ٩٧ / ٤٢٥٢ ، سنن ابن ماجة ٤ : ٣٦٨ / ٣٩٥٢ ، الإحسان بترتيب صحيح ابن حبّان ٩ : ١٨٠ / ٧١٩٤ ، المستدرك للحاكم ٤ : ٤٤٩ ، السنن الكبرى ٩ : ١٨١ ، جامع الأحاديث ٢ : ٢٧٦ / ٥٣٦٩ ، كنز العمّال ١١ : ٣٦٦ / ٣١٧٦١ .