العامّة ، وعمدة معتبريهم في كتبهم من مساوئ أحوال كثير من الصحابة ، وقبائح أفعالهم وأعمالهم ، وقدح بعضهم بعضاً ، ولو بحسب تعارف الدنيا ، حتّى أنّهم نقلوا ذموماً لعثمان من جماعة من الصحابة ، وكذا لأبي بكر ، وعمر ، بل نقلوا تعريضات ، بل تصريحات من خصوص عمر في ذمّ أبي بكر ، وسيأتي نبذ منها في مقالات المقصد الثاني وفي الختام وغيرهما ، حتّى أنّه يأتي بعض ما ذكرناه هاهنا أيضاً .
فهذه المنقولات وإن كان كلّ واحد منها آحاداً ، بحيث أمكن قدح ما لم يكن منها محفوفاً بقرائن الصدق إلاّ أنّه لا يبقى مجال شكٍّ في صحّة المعنى المستفاد من الجميع المشترك بين الكلّ ، أعني : كون أهل عصر النبيّ صلىاللهعليهوآله من الصحابي وغيره كأهل سائر الأعصار في وجود الأخيار فيهم ، والأشرار والمنافقين ، وضعفاء العقل والدين ، والمائلين إلى الهوى ، وأهل الحرص على الدنيا ، وأمثال ذلك من أقسام اختلاف حالات الناس ، وتفاوت الأشخاص ، بل كون الأكثر ممّن لا يعبأ بشأنه ، ولا يعتمد عليه ، كما سيأتي ، لاسيّما في مقالات المقصد الثاني .
بل ينادي بذلك أيضاً ما هو الثابت المسلّم الواضح من فرارهم في الحروب ، وتركهم النبيّ بين الأعادي في أقلّ قليل بعد مبايعتهم معه على الموت وترك الفرار ، وأمثال ذلك من المنكرات التي لا شكّ في صدورها عنهم .
ألا ترى إلى أنّهم كيف اشتغلوا بعد رسول اللّه صلىاللهعليهوآله إلى الدنيا؟ بحيث لم يتوجّهوا إلى ضبط سننه وعباداته وآدابها ، حتّى الصلوات الخمس التي كان يصلّي بهم كلّ يوم خمس مرّات ، والأذان الذي كان ينادي به لهم كلّ