فإن نفر قوم فهلك بعضهم قبل أن يصل فيعلم فهو بمنزلة من خرج من بيته مهاجراً إلى اللّه ورسوله صلىاللهعليهوآله ثمَّ يدركه الموت» .
قيل : فإذا قدموا بأيّ شيء يعرفون صاحبهم ؟
قال : «يعطى السكينة والوقار والهيبة» (١) .
وقال : «يعرف صاحب هذا الأمر بثلاث خصال مع العلم لا تكون في غيره : هو أولى الناس بالذي قبله ، وهو وصيّه ، وعنده سلاح رسول اللّه صلىاللهعليهوآله ووصيّته . . .» (٢) ، الخبر .
والأخبار منه عليهالسلام ، ومن سائر الأئمّة عليهمالسلام من هذا القبيل كثيرة ، وكفى ما ذكرناه لصاحب البصيرة ، وسيأتي أمثالها في المواضع المناسبة لذكرها سيّما في فصل الوصيّة .
ثمّ إنّ ها هنا حكاية لطيفة مشتملة على رواية شريفة عنه عليهالسلام أحببنا ذكرها ، وهي ما رواه جماعة عن رجل من قريش من أهل مكّة ، قال : قال لي سُفيان الثوري (٣) : إذهب بنا إلى أبي عبداللّه جعفر بن محمّد عليهماالسلام ، قال : فذهبت معه إليه فوجدناه قد ركب دابّته ، فقال له سفيان : يا أبا عبداللّه حدّثنا بحديث خطبة رسول اللّه صلىاللهعليهوآله في مسجد الخيف ، قال : «دعني
__________________
(١) علل الشرائع ٢ : ٥٩١ / ٤٠ .
(٢) بصائر الدرجات : ٢٠٢ / ٢٨ ، بحار الأنوار ٢٦ : ٣٣ .
(٣) هو سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري الكوفي ، كنيته أبو عبداللّه ، وذكر الطريحي في مجمعه أ نّه كان في شرطة هشام بن عبدالملك ، وهو ممّن شهد قتل زيد بن علي ابن الحسين عليهماالسلام ، له كتب منها : الجامع الكبير ، والجامع الصغير ، وكان مولده سنة ٩٧ هـ ، مات بالبصرة مستتراً من السلطان ودفن عشاءً وذلك في سنة ١٦١ .
انظر : الكنى والألقاب ٢ : ١١٩ ، مجمع البحرين ٣ : ٢٣٨ ـ ثور ـ الفهرست لابن النديم : ٢٨١ ، وفيات الأعيان ٢ : ٣٨٦ / ٢٦٦ ، تهذيب التهذيب ٤ : ٩٩ / ١٩٩ .