فسأله عن ذلك ، فقال : لِما نرى من هؤلاء المخالفين من الطعن والأذى حتّى سمّونا رافضة ؟ فقال له ما خلاصته : «لا تحزن من هذا ، فإنّ بني إسرائيل لمّا آمنوا بموسى عليهالسلام ورفضوا فرعون وقومه ، سمّاهم قوم فرعون رافضة ، فأنزل اللّه تعالى على موسى عليهالسلام : أن بَشّر بني إسرائيل بأنّي كتبت لهم هذا الاسم في اللوح ، واصطفيتهم به ، فما ترضى يا أبا محمّد بما سمّاكم اللّه تعالى به ! فإنّكم واللّه ، رفضتم الباطل وتمسّكتم بالحقّ ، كما كان كذلك المؤمنون قبلكم ، وإنّ هؤلاء القوم رفضوا الحقّ الذي أمر اللّه به من ولاية عليّ عليهالسلام والتمسّك بالعترة الطاهرة ، واتّبعوا ما أسخط اللّه بأهوائهم وآرائهم ، فهم على سبيل فرعون وقومه ، وأنتم على بيّنة من ربّكم كموسى عليهالسلام وقومه» (١) وأمثال هذا كثيرة .
ويكفي ما ذكرناه لصاحب البصيرة ، حتّى أنّ من أشبه الاُمور ما وقع بالنسبة إلى كتاب اللّه عزوجل ، فإنّ عليّاً عليهالسلام ـ كما نقل المخالف والمؤالف ـ شرع بعد النبيّ صلىاللهعليهوآله بجمع كتاب اللّه عزوجل ، وقال : «أمرني النبيّ صلىاللهعليهوآلهأن لا أرتدي بردائي حتّى أجمعه» (٢) ، وأخبرهم أنّه جمعه على تنزيله ، وما
__________________
بالجنّة : هو وبريد بن معاوية العجلي ومحمّد بن مسلم وزرارة ، وعدّه الإمام الصادق من أوتاد الأرض وأعلام الدين .
انظر : رجال النجاشي : ٣٢١ / ٨٧٦ ، رجال الطوسي : ٢٧٥ / ٣٩٧٠ ، الخلاصة للعلاّمة الحلّي : ٢٣٤ / ٧٩٨ ، تنقيح المقال ٢ : ٤٤ / ٩٩٩٨ من أبواب اللام .
(١) انظر : الكافي ٨ : ٣٣ / ٦ ، الاختصاص : ١٠٤ ، وفيهما : ضمن الحديث .
(٢) انظر : كتاب سليم بن قيس ٢ : ٥٨١ ، تفسير العياشي ٢ : ٢٠٤ / ١٧٥٦ ـ ٧٦ ، تفسير القمي ٢ : ٤٥١ ، المناقب لابن شهرآشوب ٢ : ٥١ ، الاحتجاج ١ : ٢٠٧ ، حلية الأولياء ١ : ٦٧ ، الاستيعاب ٣ : ٩٧٤ في ترجمة أبي بكر ، المناقب للخوارزمي ٩٤ / ٩٣ ، شواهد التنزيل ١ : ٢٦ / ٢٣ ـ ٢٥ ، الصواعق المحرقة : ١٩٧ ، الإتقان في علوم القرآن ١ : ٢٠٤ .