أكتاف آل محمّد عليهمالسلام ، كما يأتي تبيانه غير مرّة .
ولنذكر هاهنا بعض كلام القاضي عياض بن موسى (١) في كتاب الشفا ذكره في هذا المقام حيث إنّ كلامه مقبول عند المخالفين وحجّة عليهم ؛ فإنّه من أعاظمهم .
قال في فصل علامة محبّة النبيّ صلىاللهعليهوآله : اعلم أنّ من أحبّ شيئاً آثره وآثر موافقته (٢) وإلاّ لم يكن صادقاً في حبّه وكان مدّعياً محضاً ، فالصادق في حبّ النبيّ صلىاللهعليهوآله من تظهر علامات ذلك عليه .
وأوّلها الاقتداء به واستعمال سنّته ، واتّباع أقواله وأفعاله ، وامتثال أوامره ، واجتناب نواهيه ، والتأدّب بآدابه في عسره ويسره ومنشطه ومكرهه ، وشاهد هذا قوله تعالى : ( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ ) (٣) .
ثمّ إيثار ما شرعه وحضّ عليه على هوى نفسه وموافقة شهوته ، قال اللّه تعالى : ( وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ ) إلى قوله : ( وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ) (٤) ، الآية .
__________________
(١) عياض بن موسى بن عياض بن عمرو (عمرون) بن موسى ، يكنّى أبا الفضل ، أحد أئمّة المالكيّة الفقهاء ، المحدّثين ، الأدباء ، له كتب منها : مشارق الأنوار ، والغنية والشفا بتعريف حقوق المصطفى ، ولد سنة ٤٧٦ هـ بالمدينة المنوّرة ، ومات سنة ٥٤٤ هـ بمراكش .
انظر : وفيات الأعيان ٣ : ٤٨٣ / ٥١١ ، سير أعلام النبلاء ٢٠ : ٢١٢ / ١٣٦ ، الأعلام ٥ : ٩٩ .
(٢) في «م» : محبّته .
(٣) سورة آل عمران ٣ : ٣١ .
(٤) سورة الحشر ٥٩ : ٩ .