وفي صحيحي مسلم وأبي داود : عن اُمّ سلمة ، عن النبيّ صلىاللهعليهوآله قال : «ستكون اُمراء فتعرفون وتنكرون ، فمن كره برئ ومن أنكر سلم ، ولكن من رضي وتابع» (١) .
وفي كتاب ابن أبي شيبة : عن ابن عباس ، عنه صلىاللهعليهوآله مثله لكن فيه : «فمن نابذهم نجا ، ومن اعتزلهم سلم ، ومن خالطهم هلك» (٢) .
والأخبار من هذا القبيل كثيرة .
وروى السيوطي من مسند أحمد عن سعد وغيره ، قال : قال النبيّ صلىاللهعليهوآله : «قريش وُلاة هذا الأمر ، فبَرّ الناس تبع لِبَرّهم ، وفاجرهم تبع لفاجرهم» (٣) .
ومن المسند ، والمستدرك : عن أبي هريرة ، عن النبيّ صلىاللهعليهوآله قال : «ليتمنّينّ أقـوام ولّوا هذا الأمر أنّهم خـرّوا من الثريّا ، وأنّهم لم يلـوا شيئاً» (٤) .
أقول : من تأمّل في هذه الأخبار واعتبر حقّ الاعتبار عرف دلالتها على بطلان خلافة عامّة الخلفاء ، لاسيّما بني اُميّة وبني العبّاس ، وذلك يستلزم بطلان ما هو أساس الخلافة عندهم ؛ إذ ظاهر أنّ مبنى خلافة هؤلاء كلّهم كان على ما بُني عليه يوم السقيفة من ادّعاء صحّة الخلافة بالاختيار ، وجواز تعيين غير اللّه ورسوله صلىاللهعليهوآله ، وعلى هذا يلزم : إمّا صحّة خلافة
__________________
(١) صحيح مسلم ٣ : ١٤٨٠ / ١٨٥٤ ، سنن أبي داود ٤ : ٢٤٢ / ٤٧٦٠ .
(٢) المصنّف لابن أبي شيبة ١٥ : ٢٤٣ / ١٩٥٨٩ بتفاوت يسير .
(٣) مسند أحمد ١ : ١١ / ١٩ ، جامع الأحاديث ٦ : ٣٥٣ / ١٥٢٩٥ ، الجامع الصغير ٢ : ٢٥٥ / ٦١٢٤ .
(٤) مسند أحمد ٣ : ٣٢٧ / ١٠٣٥٩ ، المستدرك ٤ : ٩١ ، وفيه : نحوه ، جامع الأحاديث ٥ : ١٧٢ / ١٧٩٤٩ .