ثمّ قال بعد الجواب عن مسائل كثيرة غريبة سألوها : «افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة ، سبعون منها في النار وواحدة ناجية في الجنّة ، وهي التي اتّبعت يوشع بن نون وصيّ موسى عليهالسلام .
وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة ، إحدى وسبعين فرقة في النار وواحدة في الجنّة ، وهي التي اتّبعت شمعون وصيّ عيسى عليهالسلام .
وتفترق هذه الاُمّة على ثلاث وسبعين فرقة ، اثنتان وسبعون فرقة في النار وواحدة في الجنّة ، وهي التي اتّبعت وصيّ محمّد صلىاللهعليهوآله » وضرب بيده على صَدره ، ثمّ قال : «ثلاث عشرة فرقة من الثلاث والسبعين فرقة كلّها تنتحل مودّتي ومحَبّتي ، واحدة منها في الجنّة ، وهي النمط الأوسط ، واثنتا عشرة في النار» (١) .
وسيأتي أمثاله من كتب القوم في الفصل الرابع من الباب الرابع من المقدّمة .
ثمّ قال عليهالسلام : «أيّها الناس ، عليكم بالطاعة والمعرفة بمن لا تعتذرون بجهالته ، فإنّ العلم الذي هبط به آدم عليهالسلام وجميع ما فضّلت به النبيّون إلى خاتم النبيّين في عترة نبيّكم محمّد صلىاللهعليهوآله فأنّى يُتاه بكم ؟ بل أين تذهبون ؟
يا من نُسخ من أصلاب أصحاب السفينة ! هذه مثلها فيكم فاركبوها ، فكما نجا في هاتيك من نجا فكذلك ينجو في هذه من دخلها ، أنا رهين بذلك قسماً حقّاً وما أنا من المتكلّفين ، والويل لِمَن تخلّف ، ثمّ الويل لِمَن تخلّف .
أما بلغكم ما قال فيكم نبيّكم صلىاللهعليهوآله ، حيث يقول في حجّة الوداع : إنّي
__________________
(١) كتاب سُليم بن قيس ٢ : ٨٠٣ ، الأمالي للطوسي : ٥٢٣ / ١١٥٩ ، الاحتجاج ١ : ٦٢٥ / ١٤٥ .