وكفى ما نقلناه هاهنا من هذا النوع من التشابه ، فلنرجع حينئذٍ إلى بيان نبذٍ من التشابه في المذاهب .
قال الشهرستاني وغيره : إنّ اليهود أنكروا البداء على اللّه ، وإنّ أكثرهم قالوا بالتشبيه والرؤية ؛ حيث وجدوا التوراة مشتملة على كثير من المتشابهات ، مثل : الصورة ، والمشافهة ، والتكلّم ، والنزول على طور سيناء ، والاستواء على العرش ، وغير ذلك ، حتّى قالوا : له صورة آدم ، وله شعر قطط ، وبكى على طوفان نوح عليهالسلام ، وإنّه ضحك ، وأمثال ذلك (١).
قال الشهرستاني : وأمّا القول في القدر ، فهم مختلفون فيه أيضاً ، فمنهم كالمعتزلة ، ومنهم كالجبريّة . . .
قال : وكذا أكثرهم أنكروا الرجعة وأحالوها ، وفيهم القول بها ؛ استناداً إلى قصّة عزير ؛ إذ أماته اللّه مائة عام ، ثمّ بعثه (٢) .
وقال أيضاً : إنّ اليهود انشعبت إلى إحدى وسبعين فرقة ، وكبارهم أربعة ، وذكر تفاصيل أكثرها .
ثمّ قال : وإنّهم بأسرهم أجمعوا على أنّ في التوراة بشارةً بواحدٍ بعد موسى عليهالسلام ، وافترقوا في تعيين ذلك الواحد ، وفي الزيادة على الواحد .
قال : وذكر المسيح وآثاره ظاهرة في الأسفار ، وخروج واحد في آخر الزمان هو الكوكب المضيء الذي تشرق الأرض بنوره أيضاً متّفق عليه ، وهم على انتظاره (٣) .
ثمّ إنّه ذكر في فِرَق اليهود فرقة صرّح غيره بأنّهم من أتباع بعض ولد
__________________
(١) الملل والنحل للشهرستاني ١ : ٢١١ ـ ٢١٧ ، وردت متفرقة .
(٢) الملل والنحل للشهرستاني ١ : ٢١٢ .
(٣) الملل والنحل للشهرستاني ١ : ٢١٩ بتفاوت .