قال الشهرستاني : كان أحدهم : متى ، والآخر : الوقا ، والثالث : مارقوس ، والرابع : يوحنّا (١) ؛ ولأجل هذا صارت فيه التحريفات والتغييرات ، ثمّ تصرّفوا فيه أيضاً فيما بعد .
قال الشهرستاني : ومنهم نسطور الحكيم الذي ظهر في زمان المأمون (٢) ، وتصرّف في الأناجيل بحكم رأيه (٣) .
أقول : إذا تأمّلت فيما ذكرناه ـ مع كونه مختصراً من المطوّل ـ ظهر لك ما ادّعيناه من التطبيق في هذا أيضاً ، بل ظهر التطابق والتشابه في أصل إدخال جمع أنفسهم في أمر يوشع وصيّ موسى عليهالسلام وشمعون وصيّ عيسى عليهالسلام قسراً بغير أمر النبيّ ورضا الوصيّ ، وأنّ ذلك صار سبب التفرّق وتغيير الكتاب وخراب الدين ، حتّى أنّ فيه فساد بعض الحواريّين (٤) ، وفيه من التشابه ما لا يخفى .
ومن العجائب أنّ هذا ممّا نقله جمع من المخالفين ، كالشهرستاني وغيره من أرباب نقل المذاهب ، ومع هذا لم يتفطّنوا بما فيه من الإفساد عليهم ، وأمثال هذه الأشياء كثيرة .
__________________
(١) الملل والنحل للشهرستاني ١ : ٢٢١ ، وفيه : «لوقا» بدل «الوقا» و«مرقس» بدل «مارقوس» .
(٢) هو عبداللّه بن هارون الرشيد بن محمّد المهدي ، يكنّى أبا العبّاس ، سابع الحكّام من بني العبّاس في العراق ، وعلى يده كان استشهاد الإمام عليّ بن موسى الرضا عليهالسلام بعد أن دسّ له السمّ .
ولد سنة ١٧٠ هـ ، ومات سنة ٢١٨ هـ .
انظر : مروج الذهب ٣ : ٤١٦ ، تاريخ بغداد ١٠ : ١٨٣ / ٥٣٣٠ ، سير أعلام النبلاء ١٠ : ٢٧٢ / ٧٢ ، العبر ١ : ٢٩٥ ، شذرات الذهب ٢ : ٣٩ .
(٣) الملل والنحل للشهرستاني ١ : ٢٢٤ .
(٤) في «م» : الروحانيين .