الفصل الرابع
في بيان أمر اللّه عزوجل أولياءه من الأنبياء والأوصياء وأتباعهم ، حتّى نبيّنا صلىاللهعليهوآله بالصبر على جفاء الجفاة ، وأذى العتاة (١) ، والتزام المداراة ، والتمسّك بالكظم والتقاة ، وكتم الحقّ والعلوم والأسرار عن غير أهلها من الجهلة الأشرار ، وفي ذكر ما ورد في مدح أهل هذه الحالات ، وكونهم على الحقّ ، وأنّهم الهداة .
اعلم أنّ كون هذه الصفات من أجلّة الكمالات لا يحتاج إلى بيان ، بل من أوضح الواضحات ، وقد تبيّن أيضاً ممّا سبق حتّى من بعض الأخبار التي مرّت في فاتحة هذا الكتاب ، فلنذكر هاهنا ما يدلّ على الأمر بها من الآيات والروايات :
قال اللّه عزوجل : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ) (٢) .
وقال : ( وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا ) (٣) .
__________________
(١) في «م» : العتاد .
(٢) سورة البقرة ٢ : ١٥٣ .
(٣) سورة البقرة ٢ : ١٧٧ .