بعده بجواب ، ولا يحير (١) فيه عن الصواب ، فهو معصوم مؤيّد مُوفّق مسدّد قد أمن من الخطأ والزلل والعثار ، يخصّه اللّه بذلك ؛ ليكون حجّته على عباده ، وشاهده على خلقه ، و( ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ) (٢) فهل يقدرون على مثل هذا فيختارونه ؟ أو يكون مختارهم بهذه الصّفة فيقدّمونه» (٣) ؟ الخبر ، وهو طويل مشتمل على آيات في الإمامة وصفات للإمام ، ونحن أخذنا من كلّ موضع شيئاً .
وفيه من الدلالات على ما نحن فيه خصوصاً على لزوم كون الإمام أعلم وأصلح ، وكون تعيينه من اللّه واختياره ما لا يخفى على ذي مُسْكَةٍ . هذا ، مع اشتماله على دعوى أئمّة الإماميّة الإمامة لأنفسهم ، وفي الفقرات ما ينادي بأنّه لا يمكن أن يأتي بمثل هذا الكلام غيرهم ، وتوثيقهم ـ بحيث لا يداني الكذب حوالي ساحتهم ـ مسلّم عند كلّ المسلمين.
السادس : ما رووه أيضاً عن إسحاق بن غالب (٤) :
قال : قال أبو عبداللّه الصادق عليهالسلام في خُطبة له يذكر فيها حال الأئمّة عليهمالسلام وصفاتهم : «إنّ اللّه عزوجل أوضح بأئمّة الهدى من أهل بيت نبيّنا صلىاللهعليهوآله عن دينه ، وأبلج بهم عن سبيل منهاجه ، ومنح بهم عن باطن ينابيع علمه ، فمن
__________________
(١) في العيون (لا يحيد) وفي تحف العقول (لا تجد فيه غير صواب) .
(٢) سورة الحديد ٥٧ : ٢١ ، سورة الجمعة ٦٢ : ٤ .
(٣) الكافي ١ : ١٥٤ / ١ (باب نادر جامع في فضل الإمام وصفاته) ، عيون أخبار الرضا عليهالسلام ١ : ٢١٦/ ١ ، كمال الدين ٢ : ٦٧٥ / ٣١ ، كتاب الغيبة للنعماني : ٢١٦ / ٦ ، أمالي الصدوق : ٧٧٣ / ١٠٤٩ ، تحف العقول : ٤٣٧ ، الاحتجاج ٢ : ٤٣٩ / ٣١٠ بتقديم وتأخير .
(٤) إسحاق بن غالب الأسدي الكوفي ، من أصحاب الصادق عليهالسلام ، ثقة ، كان شاعراً وله كتاب يرويه عدّة من أصحابنا ، منهم : صفوان بن يحيى .
انظر: رجال النجاشي ٧٢: ١٧٣ ، مجمع الرجال ١ : ١٩٦ ، تنقيح المقال ١ : ١٢٠ / ٧٠٠.