والإمام الحقّ في زمانه كالنبيّ في تلك الأعصار ، كما قال رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : «علماء اُمّتي كأنبياء بني إسرائيل» (١) .
ألا ترى إلى الحسين عليهالسلام كيف ذبح كالكبش لأجل ولد زنا ، كما ذبح يحيى لأجل زانية ؟ ولهذا قال النبيّ ـ كما سيأتي في محلّه ـ : «إنّ اللّه تعالى قتل بدم يحيى سبعين ألفاً ، وسيقتل بدم ابني هذا ـ يعني الحسين عليهالسلام ـ سبعين ألفاً ، وسبعين ألفاً ، وسبعين ألفاً» (٢) .
وروى أبو مخنف (٣) وغيره : أنّ رجلاً من الصحابة لقي عليّ بن الحسين عليهماالسلام بالشام ، فقال له : كيف أَصبحت يابن رسول اللّه ؟ فقال : «أصبحنا كبني إسرائيل في قوم فرعون ، يذبّحون رجالنا ويسبون نساءنا» (٤) .
ودخل أبو بصير (٥) على الصادق عليهالسلام ، وله نفس عالٍ وحال مشوّش
__________________
(١) غوالي اللآلي ٤ : ٧٧ / ٦٧ ، منية المريد : ١٨٢ .
(٢) إعلام الورى ١ : ٤٢٩ ، تاريخ بغداد ١ : ١٤٢ في ترجمة الحسين بن عليّ عليهماالسلام ، فردوس الأخبار ٣ : ٢٣٨ / ٤٥٥٤ ، تاريخ مدينة دمشق ١٤ : ٢٢٥ ، وفيها بتفاوت في بعض الألفاظ .
(٣) هو لوط بن يحيى بن سعيد بن سالم الأزدي الغامدي ، يكنّى أبا مِخنف ، من أصحاب أمير المؤمنين والحسن والحسين والسجّاد والباقر والصادق صلوات اللّه عليهم ، شيخ أصحاب الأخبار بالكوفة ووجههم ، وكان يُسكن إلى ما يرويه .
وله كتب كثيرة ، منها : المغازي ، السقيفة ، مقتل الإمام الحسين عليهالسلام وغيرها .
انظر : رجال النجاشي : ٣٢٠ / ٨٧٥ ، رجال الطوسي ٢٧٥ / ٣٩٧٥ ، تنقيح المقال ٢ : ٤٣ / ٩٩٩٢ من أبواب اللام .
(٤) مقتل الحسين عليهالسلام للخوارزمي ٢ : ٧١ ، مثير الأحزان : ١٠٥ ، اللهوف : ٢٢٢ ـ ٢٢٣ ، الفتوح لابن أعثم الكوفي ٥ : ١٥٥ .
(٥) هو ليث بن البختري المرادي ، يكنّى أبا محمّد ، أو أبا بصير الأصغر ، من أصحاب الباقر والصادق والكاظم عليهمالسلام ، ومن المخبتين الأربعة الذين بشّرهم أبو عبداللّه عليهالسلام