كانت في نسل شبير (١) .
من أراد تحقيق ذلك كلّه فعليه بعلماء اليهود وكتبهم ، وقد أخبر به أئمّة أهل البيت عليهمالسلام أيضاً ، ونقل نبذاً منه العامّة عن كعب الأحبار وغيره ، كما سيأتي في محلّه .
وأمّا حكاية معاوية فهي بحكاية فرعون وموسى أشبه ، لاسيّما بعد ورود ما سيأتي في المقالة السادسة من المقصد الثاني من تصريح النبيّ صلىاللهعليهوآله بأنّ : «معاوية فرعون هذه الاُمّة يموت على غير الملّة» (٢) ولا شكّ حينئذٍ أنّ هامانه عمرو بن العاص .
ومن الشواهد هاهنا ما صدر منه ومن أتباعه ـ الذين بمنزلة قوم فرعون ـ بالنسبة إلى شيعة عليّ عليهالسلام وأتباعه ـ الذين بمنزلة مؤمني بني إسرائيل ـ من القتل والقمع والنهب والسبي ، حتّى أنّه لم يكن أحد يذكر عليّاً عليهالسلام بخير إلاّ قتلوه وأخربوا بيته ، كما هو مسطور (٣) في التواريخ مفصّلاً (٤) ، إلى أن غرق هو وجنوده في بحر ضلالة الغواية ، ولم ينجوا منه ؛ ضرورة أنّه لم يرجع إلى أن مات ، ويمكن أن يكون نظير الغرق يوم انكساره في صفّين ، حيث رفع القرآن وأظهر الإيمان ، كما قال فرعون عند الإشراف على الغرق ، بل الحقّ أنّ كلّ من لم يكن حكمه في هذه الاُمّة من اللّه كان بمنزلة فرعون وسائر الجبّارين في الاُمم .
__________________
(١) انظر : الملل والنحل للشهرستاني ١ : ٢١١ .
(٢) انظر : الإيضاح لابن شاذان : ٨٧ ، الخصال : ٥٧٥ / ١ ، (أبواب السبعين) ضمن الحديث .
(٣) في «م» : مذكور .
(٤) انظر : الغارات ٢ : ٥٩٨ ـ ٦٢١ ، مروج الذهب ٣ : ٢١ ـ ٢٢ ، الاستيعاب ١ : ١٦٢ ـ ١٦٣ ، تاريخ مدينة دمشق ١٠ : ١٥١ ، و١٥٢ ، الكامل في التاريخ ٣ : ٣٧٧ ـ ٣٨٥ .