فوات العزّ والجاه عنهم ، ومتابعة الناس لهم ، وزوال ما كان يأكلون من الأموال منهم .
وكفى في هذا إنكار اليهود والنصارى متعمّدين وجود بعثة النبيّ صلىاللهعليهوآلهواسمه في كتبهم ، حتّى أراهم موضع ذلك في تلك الكتب وبيّنه عليهم ؛ ولهذا لمّا دعاهم إلى المباهلة تمنّعوا (١) منها بحيث رضوا بالجزية ولم يرتضوا بها ، كما ينادي بجميع ذلك حكايتها .
أوَلا تتأمّل فيما صدر من يزيد وعُمّاله كابن زياد (٢) وأتباعه ، لاسيّما ابن سعد (٣) ـ الذي أبوه عند القوم من العشرة المبشّرة ـ وسائر أعيان الكوفة بالنسبة إلى قرّة عين رسول الثقلين أبي عبداللّه الحسين وأهل بيته عليهمالسلام
__________________
(١) في «م» : امتنعوا .
(٢) عبيداللّه بن زياد بن عبيد ، يكنّى أبا حفص ، ولاّه معاوية على البصرة سنة ٥٥ هـ ، فلمّا ولي يزيد الحكومة ضمّ إليه الكوفة ، فكانت الفاجعة بكربلاء في أيّامه وعلى يده بأمرٍ من يزيد ، وما جرى منه على الحسين بن عليّ وأهل بيته عليهمالسلام وشيعته أشهر من أين يذكر .
قتله إبراهيم بن الأشتر سنة ٦٧ هـ .
انظر : الكنى والألقاب ١ : ٣٥٣ / ٣٤٠ ، تاريخ مدينة دمشق ٣٧ : ٤٣٣ / ٤٤٤٣ ، تاريخ الإسلام للذهبي حوادث ٦١ ـ ٨٠ : ١٧٥ / ٦٦ ، سير أعلام النبلاء ٣ : ٥٤٥ / ١٤٥ ، الأعلام ٤ : ١٩٣ .
(٣) هو عمر بن سعد بن أبي وقّاص القرشيّ الزهري ، ويكفي في خبث سيرته ما قاله عليّ عليهالسلام : «كيف أنت إذا قمت مقاماً تُخيّر فيه بين الجنّة والنار ، فتختار النار» ؟ وفي يوم عاشوراء هو أوّل من طعن في سرادق الحسين عليهالسلام ، ولد سنة موت عمر بن الخطّاب ، ومات سنة ٦٧ هـ .
انظر : الجرح والتعديل ٦ : ١١١ / ٥٩٢ ، تاريخ مدينة دمشق ٤٥ : ٣٧ / ٥٢١٣ ، تهذيب الكمال ٢١ : ٣٥٦ / ٤٢٤٠ ، تاريخ الإسلام للذهبي حوادث ٦١ ـ ٨٠ : ١٩٣ / ٧٥ ، سير أعلام النبلاء ٤ : ٣٤٩ / ١٢٣ ، تهذيب التهذيب ٧ : ٣٩٦ / ٧٤٧ ، الأعلام ٥ : ٤٧ .