بربّه ، كما قصّ اللّه عزوجل في كتابه (١) (٢) .
وقد روي وذكر المفسّرون أيضاً : أنّ فرعون لمّا رأى من موسى عليهالسلام معجزاته عزم على الإيمان به فصدّه عنه هامان وقال له : أنت بعد ما ادّعيت الاُلوهيّة والناس تحت طاعتك وأموالهم بيدك ، كيف تجعل نفسك تحت حكم رجل كان تحت حكمك ؟ وكيف تصبر على مثل هذه الذلّة ؟ فقبل كلامه وكفر جهاراً مع علمه بحقيقة الحال ؛ ولهذا لمّا يئس من الحياة ( قَالَ آمَنْتُ ) (٣) (٤) ، الآية .
وكذلك مَلِك زمان زكريّا ويحيى كان معتقداً بهما مطيعاً لهما فلمّا عشق الزانية التي منعه يحيى عمّا كانت تشتهيه ، وامتنعت لذلك عن تمكينه من نفسها شاكية من يحيى أمر بذبحه وكفر بربّه بمحض تلك الشهوة الدنيئة (٥) .
وكذا علماء اليهود وأعيانهم وأحبارهم أنكروا نبوّة عيسى عليهالسلام ، وافتروا على مريم بالزنى ، مع وضوح المعجزات منه والآيات ؛ خوفاً من
__________________
طويلاً ، وعتا وبغى حتّى قال : ( أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَىٰ ) ، وكان أخبث الملوك وأظلمهم ، وعاش ثلاثمائة سنة .
انظر : تاريخ اليعقوبي ١ : ١٨٦ ، المنتظم ١ : ٣٣٢ ـ ٣٣٣ .
(١) سورة الأعراف ٧ : ٧٥ ( وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ . . . ) .
(٢) البدء والتاريخ ٣ : ٨٨ ـ ٨٩ ، كتاب التعريف والأعلام : ١١٢ ، تفسير جوامع الجامع ١ : ٤٨٣ ، تفسير البيضاوي والجلالين في هامش البيضاوي ١ : ٣٧٧ ، تفسير غرائب القرآن ٣ : ٣٤٥ .
(٣) سورة يونس ١٠ : ٩٠ .
(٤) انظر : تفسير القمّي ٢ : ١١٩ ، تفسير أبي الفتوح الرازي ٥ : ٢٤١ ، قصص الأنبياء للثعلبي : ١٨٤ ، قصص الأنبياء للجزائري : ٢٥٠ ، تاريخ اليعقوبي ١ : ٣٤ ـ ٣٥ ، تاريخ الطبري ١ : ٤١١ ، الكامل في التاريخ ١ : ١٨٢ .
(٥) انظر : تاريخ الطبري ١ : ٥٨٧ ، وقصص الأنبياء للثعلبي : ٣٧٩ ـ ٣٨٠ .