ألا تتذكّر قصّة إخوة يوسف وصيرورتهم سبب تلك المتاعب على أخيهم وأبيهم بمجرّد الحسد ومتابعة الهوى ، وهم أسباط الأنبياء ومن أصلاب أهل الهدى ؟
وفي روايات عديدة أنّ قوم لوط كانوا في بدء الأمر صلحاء مؤمنين مطيعين لنبيّهم ، فاحتال الشيطان حتّى لاطوا به فوجدوا منه لذّة زائدة ، فشرعوا في اللواط وشاع بينهم ، بحيث خرجوا عن طاعة نبيّهم ؛ خوفاً من فوات تلك الشهوة (١) .
وقد اتّفق المؤرّخون والمفسّرون على أنّ السامري (٢) كان مسلماً عارفاً بحقّيّة ما عليه موسى وهارون عليهماالسلام ، بل من أعظم أصحابهما ، ومع هذا أوقع (آلافاً من) (٣) قوم موسى عليهالسلام باتّخاذ العجل في الضلال ، ولم يكن له مقصد ما سوى تحصيل العزّ والجاه والمال .
وكذا بلعم بن باعوراء (٤) كان من علماء بني إسرائيل وعنده الاسم الأعظم ، فصاحب فرعون (٥) وأحبّه واتّبع هواه حتّى انسلخ من علمه وكفر
__________________
(١) المحاسن ١ : ١٩٧ / ٣٤٢ ، الكافي ٥ : ٥٤٤ /٥ (باب اللواط) ، عقاب الأعمال : ٣١٤ / ٢ ، بحار الأنوار ١٢ : ١٦٤ / ١٧ .
(٢) اسمه موسى بن ظفير وقيل : موسى بن ظفر ، كان من بني عمّ موسى .
انظر : المعارف لابن قتيبة : ٤٤ ، تاريخ الطبري ١ : ٤٢٤ ـ ٤٢٥ ، البدء والتاريخ ٣ : ٩١ .
(٣) ما بين القوسين في «م» : الإفساد في .
(٤) بلعم بن باعوراء بن سنور بن وسيم بن ناب بن لوط بن هاران .
انظر : بحار الأنوار ١٣ : ٣٧٥ ، البدء والتاريخ ٣ : ٨٨ ، مروج الذهب ١ : ٦٤ ـ ٦٥ ، المنتظم ١ : ٣٥٥ .
(٥) وهو الوليد بن مصعب ، اختلفت الرواة في نسبه ، فقالوا : هو رجل من لخم ، وقالوا : من غيرها من قبائل اليمن ، وقالوا : من العمالقة ، قد ملك مصر دهراً