يخرجه وقد تأكّل بعضه ، فلا يزال يُنقّيه ، ثمّ يكنّ عليه ، ثمّ يخرجه ، حتّى يفعل ذلك ثلاث مرّات ، حتّى يبقى ما لا يضرّه شيء» (١) .
وفي رواية الكُليني عن معمّر بن خلاّد (٢) ، قال : سمعت أبا الحسن عليهالسلام يقول : «( الم * أَحَسِبَ النَّاسُ ) إلى « ( وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ ) (٣) » ، ثمّ قال لي : «ما الفتنة ؟» قلت : إنّ الذين عندنا يقولون : الفتنة في الدين ، فقال : «نعم يفتنون كما يفتن الذهب » ثمّ قال : «يخلّصون كما يخلّص الذهب» (٤) .
أقول : يظهر من الخبرين وغيرهما أنّ الامتحان يكون في كلّ عصر وزمان ، حتّى في أهل الفرقة المحقّة ، كما في نهج البلاغة عن عليّ عليهالسلام أنّه قال : «ولتساطنّ سوط القِدر ، حتّى يعود أسفلكم أعلاكم ، وأعلاكم أسفلكم» (٥) .
وفي كلام له عليهالسلام أيضاً ، قاله لمّا بويع بعد قتل (٦) عثمان (٧) : «ألا إنّ
__________________
(١) تفسير العيّاشي ١ : ١٩٩ / ١٤٦ ، وفيه : بدل «بيته» ، «فيه» ، وبدل «تأكل بعضه» ، «أكل بعضه بعضاً» ، بحار الأنوار ٥ : ٢١٦ / ١ وفيه بدل «بيته» : «قبة» .
(٢) معمّر بن خلاّد بن أبي خلاّد : من أصحاب الرضا عليهالسلام ثقة بالاتّفاق ، وله كتاب الزهد رواه جماعة .
انظر : رجال النجاشي : ٤٢١ / ١١٢٨ ، الخلاصة : ٢٧٧ / ١٠١٠ ، تنقيح المقال ٣ : ٢٣٤ / ١٢٠٠٩.
(٣) سورة العنكبوت ٢٩ : ١ ـ ٢ .
(٤) الكافي ١ : ٣٠٢ / ٤ (باب التمحيص والامتحان) ، الغيبة للنعماني ٢٠٢ / ٢ ، بحار الأنوار ٥ : ٢١٩ / ١٤ ، بتفاوت يسير .
(٥) نهج البلاغة : ٥٧ : الخطبة ١٦ .
(٦) في «ن» : مقتل .
(٧) عثمان بن عَفَّان بن أبي العاص ، يكنّى بأبي عبداللّه وأبي عمرو ، والأغلب منهما أبو عبداللّه ، أحد الحكّام الثلاثة ، ولد بست سنين بعد عام الفيل ، وصارت الحكومة إليه بعد مقتل عمر بن الخطاب سنة ٢٣ هـ ، وكانت حكومته اثنتي عشرة سنة ، قتل في المدينة سنة ٣٥ هـ .