بليّتكم قد عادت كهيئتها يوم بعث اللّه نبيه صلىاللهعليهوآله ، والذي بعثه بالحقّ لتبلبلنّ بلبلة ، ولتغربلنّ غَربلة ، حتّى يعود أسفلكم أعلاكم» (١) الخبر .
وأيضاً قال المفسّرون في قوله تعالى : ( وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ ) (٢) ، أي : ليختبر ما فيها بأعمالكم ؛ لأنّه قد علمه غيباً فيعلمه شهادةً ؛ لأنّ المجازاة إنّما تقع على ما يعلمه مشاهدة (٣) .
وقيل : معناه ليعاملكم معاملة المختبرين ، ( وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ ) (٤) ، أي : ليكشفه ويميّزه (٥) .
وقالوا في قوله تعالى : ( وَاتَّقُوا فِتْنَةً ) (٦) الآية ، يعني : لا تقربوها فتصيبكم (٧) .
فقيل : هي البليّة التي يظهر باطن أمر الإنسان فيها (٨) ، وإنّ منها : حكاية السقيفة.
وقيل : منها حكاية الجمل ، حتّى نقل أنّ الزبير (٩) قال : لقد قرأنا
__________________
انظر : مروج الذهب ٢ : ٣٣١ ، اُسد الغابة ٣ : ٤٨٠ / ٣٥٨٣ ، الإصابة ٢ : ٦٢ / ٥٤٤٨ ، الأعلام ٤ : ٢١٠ .
(١) نهج البلاغة : ٥٧ خطبة ١٦ .
(٢) سورة آل عمران ٣ : ١٥٤ .
(٣) الطبرسي في مجمع البيان ١ : ٥٢٣ ، الزجّاج في معاني القرآن ١ : ٤٨٠ ، الواحدي في الوسيط ١ : ٥٠٨.
(٤) سورة آل عمران ٣ : ١٥٤ .
(٥) مجمع البيان ١ : ٥٢٣ .
(٦) سورة الأنفال ٨ : ٢٥ .
(٧) الطبرسي في مجمع البيان ٢ : ٥٣٤ .
(٨) الطوسي في التبيان ٥ : ١٠٢ ، عن الحسن ، مجمع البيان ٢ : ٥٣٤ .
(٩) الزبير بن العوام بن خُويلد بن أسد بن عبد العزّى ، يكنّى أبا عبداللّه ، وهو