هذه الآية زماناً ، فإذا نحن المعنيّون بها فخالفنا حتّى أصابتنا خاصّة (١) .
وقيل : هي الضلالة ، وافتراق الكلمة ، ومخالفة بعضهم بعضاً (٢) .
وقيل : هي الهرج الذي يركب الناس فيه الظلم ، ويدخل ضرره على كلّ أحد (٣) .
ثمّ إنّهم اختلفوا في إصابة هذه الفتنة على قولين :
أحدهما : أنّها تصيب على العموم الظالم وغيره ، أمّا الظالم فمعذّب ، وأمّا غيره فممتحن ممحَّص .
والآخَر : أنّها تخصّ الظالم خاصة (٤) ، فافهم .
وقالوا في قوله تعالى : ( وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً ) (٥) ، أي: نعاملكـم معاملة المختبر بالفقر والغنى ، وبالضرّاء والسرّاء ، وبالشدّة والرخاء ، وبالمرض والصحّة ، ونحو ذلك ( فِتْنَةً ) ، أي : اختباراً وابتلاءً وشدّة تعبّد (٦) .
__________________
ابن أخي خديجة ، واُمّه صفيّة بنت عبد المطلب ، شهد بدراً واُحداً وغيرهما ، كان مع عائشة يوم الجمل ، قتله ابن جرموز يوم الجمل بوادي السباع سنة ٣٦ هـ .
انظر : البدء والتاريخ ٥ : ٨٣ ، اُسد الغابة ٢ : ٩٧ / ١٧٣٢ ، الأعلام ٣ : ٤٣ .
(١) مجمع البيان ٢ : ٥٣٤ ، جامع البيان ٩ : ١٤٤ ، تفسير غرائب القرآن للنيسابوري ٣ : ٣٩٠ ، بتفاوت ، وروي نحوه في تفسير القرآن العظيم لابن أبي حاتم ٥ : ١٦٨٢ / ٨٩٦٢ ، التفسير الكبير ١٥ : ١٤٩ ، الوسيط ٢ : ٤٥٢ ، معالم التنزيل ٢ : ٦١٧ .
(٢) الطبرسي في مجمع البيان ٢ : ٥٣٤ ، الواحدي في الوسيط ٢ : ٤٥٣ ، البغوي في معالم التنزيل ٢ : ٦١٨ ، الطبري في جامع البيان ٩ : ١٤٤ عن ابن زيد .
(٣) مجمع البيان ٢ : ٥٣٤ ، التبيان ٥ : ١٠٢ .
(٤) مجمع البيان ٢ : ٥٣٤ عن ابن عباس وغيره .
(٥) سـورة الأنبياء ٢١ : ٣٥ .
(٦) الطبرسي في مجمع البيان ٤ : ٤٦ ، الواحدي في الوسيط ٣ : ٢٣٧ ، البغوي في معالم التنزيل ٤ : ٥٠ .