وقالوا في قوله تعالى : ( يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ ) (١) ، أي : يبتلون بأصناف البليّات ، أو بالجهاد مع النبيّ صلىاللهعليهوآله فيعاينون ما يظهر من الآيات ويتميّز المطيع من المعاصي (٢) .
وفي قوله تعالى : ( قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ ) (٣) ، أي : امتحنّاهم وشدّدنا عليهم التكليف بما حدث فيهم من أمر العجل ، فألزمناهم عند ذلك النظر ؛ ليعلموا أنّه ليس بإلهٍ ، فأضاف الضلال إلى السامري والفتنة إلى نفسه (٤) ، فتأمّل (٥) .
وفي بعض خطب عليّ عليهالسلام : «إنّ اللّه عزوجل يختبر عبيده بأنواع الشدائد ، ويتعبّدهم بألوان المجاهدة ، ويبتليهم بضروب المكاره ؛ إخراجاً للتكبّر من قلوبهم ، وإسكاناً للتذلّل في أنفسهم ، وليجعل ذلك أبواباً إلى فضله ، وأسباباً لعفوه (٦) ، وفتنة ، كما قال سبحانه : ( الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ ) (٧) » ، الآية .
وأوّل الخطبة كذا : إنّ اللّه عزوجل «لو أراد بأنبيائه حيث بعثهم أن يفتح لهم كنوز الذهبان ، ومعادن البلدان (٨) ، ومغارس الجنان ، وأن يحشر
__________________
(١) سورة التوبة ٩ : ١٢٦ .
(٢) البيضاوي في أنوار التنزيل وأسرار التأويل ١ : ٤٣٧ ، المشهدي في كنز الدقائق ٤ : ٣١٨، وقوله (ويتميّز . . .) لم يرد فيهما .
(٣) سورة طه ٢٠ : ٨٥ .
(٤) مجمع البيان ٤ : ٢٤ .
(٥) في «م» زيادة : تفهم .
(٦) نهج البلاغة : ٢٩٤ الخطبة ١٩٢ ، بتفاوت يسير .
(٧) سورة العنكبوت ٢٩ : ١ ـ ٢ .
(٨) في المصدر : «العِقْيَان» .