الأمر خاصّة بعد رسول اللّه صلىاللهعليهوآله » ، أي من جهة دلالة الاستمرار التجدّدي الذي في ( مُنْذِرِينَ ) و ( يُفْرَقُ ) و ( مُرْسِلِينَ ) على لزوم وجود قابل لذلك في كلّ عصر .
وقال عليهالسلام مؤيّداً لمدّعاه ومتمّماً له (١) : «يامعشر الشيعة ، يقول اللّه تبارك وتعالى : ( وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ ) (٢) » .
فقيل : يا أبا جَعفر ، نذيرها محمّد صلىاللهعليهوآله .
قال : «صدقت ، فهل كان نذير وهو حيّ في أقطار الأرض ؟» فقيل : لا ، فقال : «أرأيت بعيثه أليس نذيره ، كما أنّه صلىاللهعليهوآله في يوم بعثته من اللّه نذير ؟» قيل : بلى ، قال : «فكذلك لم يمت محمّد صلىاللهعليهوآله إلاّ وله بعيث نذير ، فإن قيل : لا ، فقد ضيّع رسول اللّه صلىاللهعليهوآله من في أصلاب الرجال مِن اُمّته» ، قيل : وما يكفيهم القرآن ؟ قال : «بلى إن وجدوا له مفسّراً » قيل : وما فسّره رسول اللّه صلىاللهعليهوآله ؟ قال : «بلى قد فسّره لرجل واحد وفسّر للاُمّة شأن ذلك الرجل ، وهو عليّ بن أبي طالب عليهالسلام » .
قال السائل : يا أبا جعفر ، كان هذا أمر خاصّ لا يحتمله العامّة ؟ قال : «أبى اللّه أن يعبد إلاّ سرّاً حتّى يأتي إبّان أجله الذي يظهر فيه دينه ، كما أنّه كان رسول اللّه صلىاللهعليهوآله مع خديجة متستّراً ، حتّى اُمر بالإعلان» ، قيل : فينبغي لصاحب هذا الدين أن يكتم ؟ قال : «أوَ ما كتم عليّ بن أبي طالب عليهالسلام يوم أسلم مع رسول اللّه صلىاللهعليهوآله حتّى ظهر أمره ؟» فقيل : بلى ، قال : «فكذلك أمرنا حتّى يبلغ الكتاب أجله» (٣) .
__________________
(١) لم ترد في «م» .
(٢) سورة فاطر ٣٥ : ٢٤ .
(٣) الكافي ١ : ١٩٣ / ٦ (باب في شأن ( إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ) وتفسيرها ) ، بحار الأنوار ٢٥ : ٧١ / ٦٢ ، بتفاوت يسير .