وقال عليهالسلام : «إنّ شيعتنا إن قالوا لأهل الخلاف لنا : إنّ اللّه تعالى يقول لرسوله صلىاللهعليهوآله : ( إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ) (١) إلى آخرها ، فهل كان أمر من أيّ أُمور تلك السنة لا يعلمه رسول اللّه صلىاللهعليهوآله في تلك الليلة ؟ فإنّهم سيقولون : لا » أي من حيث إنّه صريح مفاد قوله تعالى : ( مِنْ كُلِّ أَمْرٍ ) (٢) ، «فقل لهم : فهل كان له أن لا يظهر ما علم ممّا لابدّ من إظهاره ؟ فيقولون : لا » أي من حيث وجوب التّبليغ ، «فقل لهم : فهل كان فيما أظهر الرسول صلىاللهعليهوآله من علم اللّه عزّ ذكره اختلاف ؟ » فإن قالوا : لا» أي : لكونه مفاد قوله تعالى : ( وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ) (٣) أو لوجوه اُخر ظاهرة ، «فقل لهم : فمن حكم بحكم اللّه فيه اختلاف ، فهل خالف رسول اللّه صلىاللهعليهوآله ؟ فيقولون : نعم ، فإن قالوا : لا ، فقد نقضوا أوّل كلامهم» .
وقال عليهالسلام أيضاً مؤيّداً ومتمّماً : «وقل لهم : ( مَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ ) (٤) ، فإن قالوا : من الراسخون في العلم ؟ فقل : من لا يختلف في علمه ، كما كان رسول اللّه صلىاللهعليهوآله صاحب ذلك ، فهل بلّغ أو لا ؟ فإن قالوا : قد بلّغ ، فقل : فهل مات صلىاللهعليهوآله والخليفة من بعده يعلم علماً ليس فيه اختلاف ؟ فإن قالوا : لا ، فقل : إنّ خليفة النبيّ صلىاللهعليهوآله مؤيّد ولا يستخلف رسول اللّه إلاّ من يحكم بحكمه وإلاّ من يكون في علمه أحد يكون مثله إلاّ النبوّة ، وإن كان رسول اللّه لم يستخلف فقد ضيّع مَن بعده في أصلاب الرجال . . .» .
__________________
(١) سورة القدر ٩٧ : ١ .
(٢) سورة القدر ٩٧ : ٤ .
(٣) سورة النساء ٤ : ٨٢ .
(٤) سورة آل عمران ٣ : ٧ .