وقال عليهالسلام أيضاً لدفع توجيه عدم لزوم تحقّق التجديد ليلة القدر ولا ضرورة الاستخلاف : «فإن قالوا لك : فإنّ علم رسول اللّه صلىاللهعليهوآله كان من القرآن ، فقل : ( حم وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ ) إلى قوله : ( فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ * أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ ) (١) فإن قالوا : لا يرسل اللّه عزوجل إلاّ إلى نبيّ ، فقل : هذا الأمر الحكيم الّذي يفرق فيه هو من الملائكة والروح الذي تنزّل من سماء إلى سماء أو من سماء إلى الأرض ، فإن قالوا : من سماء إلى سماء فليس في السماء أحد يرجع من طاعة إلى معصية ، فإن قالوا : من سماء إلى أرض (٢) ـ وأهل الأرض أحوج الخلق إلى ذلك ـ فقل لهم : فهل لابدّ من سيّد يتحاكمون إليه ؟» أي : حتّى تنزل الملائكة إليه ، «فإن قالوا : فإنّ الخليفة هو حكمهم ، فقل : ( اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ) (٣) إلى آخر الآية . . . فكلّ وليّ للّه فهو مؤيّد ، ومن اُيّد لم يُخط ، وكلّ عدوّ للّه فهو مخذول ، ومن خُذل لم يصب» (٤) .
أي : إذا لم يكن الخليفة مؤيّداً محفوظاً من الخطأ ، فكيف يخرجه اللّه ويُخرج به عباده من الظّلمات إلى النور ؟ .
وقال عليهالسلام: «إنّ اللّه عزوجل يقول : ( فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ) (٥) ، والمحكم ليس بشيئين إنّما هو شيء واحد ، فمن حكم بأمر فيه اختلاف
__________________
(١) سورة الدخان ٤٤ : ١ ـ ٥ .
(٢) في «م» : السماء إلى الأرض .
(٣) سورة البقرة ٢ : ٢٥٧ .
(٤) الكافي ١ : ١٨٨ / ١ (باب في شأن : ( إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ) وتفسيرها) ، ضمن الحديث ص١٨٩ ـ ١٩٠.
(٥) سورة الدخان ٤٤ : ٣ .