فرأى أنّه مصيب فليس حكمه من حكم اللّه ، بل حكم بحكم الطاغوت» (١) .
ثمّ قال عليهالسلام : «كما أنّ الأمر لابدّ من تنزيله من السماء يحكم به أهل الأرض ، كذلك لابدّ من والٍ» .
قال عليهالسلام : «فإن قالوا : لا نعرف هذا ، فقل : لهم قولوا ما أحببتم ، أبى اللّه بعد محمّد صلىاللهعليهوآله أن يترك العباد ولا حجّة عليهم ، فإن قالوا : حجّة اللّه القرآن ، فقل لهم : إنّ القرآن ليس بناطق يأمر وينهى ، ولكن للقرآن أهل يأمرون وينهون» .
ثمّ قال عليهالسلام ردّاً على انحصار الحجّيّة في القرآن : «أقول : ربّما عرضت لبعض أهل الأرض مصيبة ما هي في السُّنّة والحكم الذي ليس فيه اختلاف ، وليست في ظاهر القرآن ، أبى اللّه لعلمه بتلك الفتنة أن تظهر في الأرض وليس في حكمه رادّ لها ومفرّج عن أهلها . . .» .
وقيل له : أخبرني عن هذا العلم الذي ليس فيه اختلاف من يعلمه ؟
قال : «أمّا جملة العلم فعند اللّه جلّ ذكره ، وأمّا ما لا بدّ للعباد منه فعند الأوصياء».
قال السائل : فكيف يعلمونه ؟ قال : «كما كان رسول اللّه صلىاللهعليهوآله يعلمه ، إلاّ أنّهم لا يرون ما كان رسول اللّه صلىاللهعليهوآله يرى ؛ لأنّه كان نبيّاً وهم محدّثون ، وإنّه كان يفد إلى اللّه جلّ جلاله فيسمع الوحي وهم لا يسمعون» .
فقال السائل : أخبرني عن هذا العلم ما له لا يظهر كما كان يظهر مع رسول اللّه صلىاللهعليهوآله ؟
قال : «أبى اللّه أن يطلع على علمه إلاّ ممتحناً للإيمان به ، كما قضى
__________________
(١) الكافي ١ : ١٩٢ / ٣ (باب في شأن : ( إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) وتفسيرها) .