على رسول اللّه صلىاللهعليهوآله أن يصبر على أذى قومه ولا يجاهدهم إلاّ بأمره ، فكم من اكتتام قد اكتتم به حتّى قيل له : ( فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ ) (١) وأيم اللّه ، أن لو صدع قبل ذلك لكان آمناً ولكنّه إنّما نظر في الطاعة وخاف الخلاف فلذلك كفّ» .
ثمّ قال عليهالسلام ـ إشارة إلى أنّ علم الوصيّ أيضاً سيظهر ـ : «فوددت أنّ عينك تكون مع مهديّ هذه الاُمّة ، والملائكة بسيوف آل داود بين السماء والأرض تعذّب أرواح الكفرة من الأموات ، وتلحق بهم أرواح أشباههم من الأحياء» (٢) .
وقال أبو جعفر عليهالسلام أيضاً في رواية اُخرى : «لقد خلق اللّه عزوجل ليلة القدر أوّل ما خلق الدّنيا » أي : ليست مختصّة بهذه الاُمّة ، بل كانت من بدو خلق المكلّفين ؛ لاحتياجهم إلى تدبير اُمورهم فيها ؛ ولذا قال عليهالسلام أيضاً : «ولقد خلق فيها أوّل نبيّ يكون وأوّل وصيّ يكون» أي : من حيث استلزام تنزّل الملائكة فيها وجود النبيّ أو الوصيّ .
قال عليهالسلام : «ولقد قضى أن تكون في كلّ سنة ليلة يهبط فيها بتفسير الاُمور إلى مثلها من السنة المقبلة» ، أي : من جهة احتياجهم إلى التفسير ؛ ولهذا قال عليهالسلام : «من جحد ذلك فقد ردّ على اللّه عزوجل علمه» ، أي : من حيث إنّ علم اللّه في الاُمور المتجدّدة في كلّ سنة لابدّ أن ينزل إلى الأرض ليتمّ الحُجّة ؛ ولهذا قال عليهالسلام : «لأنّه لا يقوم الأنبياء والرّسل والمحدّثون ، إلاّ أن تكون عليهم حُجّة بما يأتيهم في تلك الليلة ، مع الحُجّة التي يأتيهم بها
__________________
(١) سورة الحجر ١٥ : ٩٤ .
(٢) الكافي ١ : ١٨٨ / ١ (باب في شأن : ( إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ) وتفسيرها) بتقديم وتأخير وتفاوت يسير.