التي لا بدّ من ذكرها هاهنا :
قال عليهالسلام : «إنّ اللّه عزوجل عهد إلى آدم عليهالسلام أن لا يقرب هذه الشجرة ، فلمّا بلغ الوقت الذي كان في علم اللّه أن يأكل منها نسي فأكل منها ، وهو قوله تعالى :( وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَىٰ آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا ) (١) ، فلمّا أكل منها اُهبط إلى الأرض ، فولد له هابيل واُخته توأماً ، وولد له قابيل واُخته توأماً .
ثمّ إنَّ آدم عليهالسلام أمر هابيل وقابيل أن يقرّبا قُرباناً ، وكان هابيل صاحب غنم وقابيل صاحب زرع ، فقرّب هابيل كبشاً من أفاضل غنمه وقرّب قابيل من زرعه ما لم يُنَقَّ ، فتُقبّل قربان هابيل ولم يُتقبّل قربان قابيل ، وكان القربان تأكله النار ، فعمد قابيل إلى النار فبنى لها بيتاً ، وهو أوّل من بنى بيوت النار ، فقال : لأعبدنّ هذه النار حتّى تتقبّل قرباني .
ثمّ إنّ إبليس لعنه اللّه قال لقابيل : قد تُقبّل قربان هابيل ولم يُتقبّل قربانك فإن لم تقتله يكون له عقب يفتخرون على عقبك ، فقتله، وبكى آدم عليهالسلام على هابيل أربعين ليلة ، ثمّ سأل ربّه ولداً ، فولد له غلام فسمّاه هبة اللّه .
فلمّا انقضت نبوّة آدم واستكملت أيّامه أوحى اللّه إليه أن : يا آدم ، قد قضيت نبوّتك واستكملت أيّامك ، فاجعل العلم الذي عندك والإيمان والاسم الأكبر وميراث العلم وآثار علم النبوّة في العقب من ذرّيُتك عند هبة
__________________
علي بن الحسين والباقر والصادق والكاظم عليهمالسلام ، وروي عن أبي عبداللّه عليهالسلام أ نّه قال : «أبو حمزة في زمانه مثل سلمان في زمانه» . وله كتب منها : كتاب النوادر ، والزهد ، وتفسير القرآن ، وتوفّي سنة ١٥٠ هـ .
انظر : رجال النجاشي : ١١٥ / ٢٩٦ ، الفهرست للطوسي : ٩٠ / ١٣٨ ، تنقيح المقال ١ : ١٨٩ / ١٤٩٤ ، أعيان الشيعة ٤ : ٩ .
(١) سورة طه ٢٠ : ١١٥ .