قد نقل ثقات من القدماء في كتبهم ، منهم أبو جعفر محمّد بن بابويه الملقّب بالصدوق (١) ، عن الثقة الجليل سعد بن عبداللّه القمّي (٢) صاحب أبي محمّد العسكري عليهالسلام ، قال :
صارت بيني وبين رجل منازعة في الإمامة فذهبت مع الشيخ الجليل أحمد بن إسحاق (٣) الوكيل إلى سرّ من رأى ، ومعي بضع وأربعون مسألة لأسأل عنها مولانا أبا محمّد عليهالسلام ، فلمّا دخلنا عليه رأينا وجهه كالقمر ليلة البدر ، ورأينا على فخذه غلاماً صغيراً يشبه المشتري في الحسن والجمال
__________________
(١) هو محمّد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمّي ، يكنّى أبا جعفر شيخ مشايخ الشيعة ، وركن من أركان الشريعة ، جلالته وعظم شأنه ومنزلته أوضح من الشمس وأبين من الأمس ، لم ير في القمّيين مثله في حفظه وكثرة علمه ، ولد بدعاء صاحب الأمر والعصر ، وصفه الإمام عليهالسلام في التوقيع الخارج من الناحية المقدسة بأ نّه فقيه خيّر مبارك ينتفع به ، له مصنفات كثيرة منها : من لا يحضره الفقيه ، والتوحيد ، وعلل الشرايع ، وتوفّي أعلى اللّه مقامه سنة ٣٨١ هـ في الرّي .
انظر : الفهرست للطوسي : ١٥٦ ـ ١٥٧ / ٧٠٥ ، الخلاصة : ٢٤٨ / ٨٤٣ ، تنقيح المقال ٣ : ١٥٤ / ١١١٠٤ .
(٢) هو سعد بن عبداللّه بن أبي خلف الأشعري القمّي ، يكنّى أبا القاسم ، من أصحاب أبي محمّد الحسن العسكري عليهالسلام ، وتشرّف بلقاء مولانا الحجة المنتظر عليهالسلام ، ثقة جليل القدر بالاتّفاق ، واسع الأخبار ، كثير التصانيف ، وله كتب كثيرة منها : كتاب الرحمة ، وبصائر الدرجات ، وغيرهما ، توفّي سنة ٣٠١ هـ .
انظر : الفهرست للطوسي : ٧٥ / ٣١٦ ، الخلاصة : ١٥٦ / ٤٥٢ ، تنقيح المقال ٢ : ١٦ / ٤٧٠٢ .
(٣) هو أحمد بن إسحاق بن عبداللّه بن سعد بن مالك الأحوص الأشعري ، يكنّى أبا علي ، من ثقات محدّثي الشيعة ، ومن خواص أبي محمّد عليهالسلام ، ورأى صاحب الزمان عجلّ اللّه فرجه ، وهو شيخ القمّيين ووافدهم ، وله كتب منها : كتاب علل الصلاة ـ كبير ـ ومسائل الرجال .
انظر : رجال النجاشي : ٩١ / ٢٢٥ ، الفهرست للطوسي : ٢٦ / ٧٨ ، تنقيح المقال ١ : ٥٠ / ٢٩٤ .