التمسّك بالكتاب والعترة .
ثمّ إنّه ذكر الحديث المشهور المناسب لهذا المقام ، بل لغيره أيضاً ، وهو ما رواه جماعة عن النبيّ صلىاللهعليهوآله أنّه قال : «إنّ الدين النصيحة ، إنّ الدين النصيحة ، إنّ الدين النصيحة» ، قالوا : لمن يا رسول اللّه ؟ قال : «للّه ولكتابه ولرسوله وأئمّة المسلمين وعامّتهم» (١) .
ونقل عن بعضهم : أنّ النصح (٢) للنبيّ صلىاللهعليهوآله في حياته الجهاد دونه ، والمحاماة عنه ، ومعاداة من عاداه ، والسمع والطاعة له ، وأمّا بعد وفاته فالتزام التوقير والإجلال له ، ومحبّة أهل بيته وأصحابه ، ومجانبة من انحرف عن سنّته والتحذير منه (٣) .
أقول : قد بيّنّا آنفاً ـ كما سيتّضح أيضاً ـ لزوم تخصيصٍ في الأصحاب ، وأنّ أصل أهل البيت : عليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهمالسلام .
ثمّ قال : وأمّا النصح لأئمّة المسلمين : طاعتهم في الحقّ ، ومعونتهم فيه وأمرهم به ، وتذكيرهم إيّاه ، وترك الخروج عليهم ، وإفساد قلوب الناس عليهم (٤) .
أقول : إنّ هذا التفسير منهم مبنيٌّ على ما التزموه من تحقّق الإمامة بالبيعة وإن كان جاهلاً صاحب خطأ وعصيان ، وسيأتي في محلّه أنّ الحقّ أنّ الإمامة كالنبوّة ، فلا حاجة إلى بعض قيوده ، بل نصح الأئمّة هو مثل نصح النبيّ صلىاللهعليهوآله ، وقد مرّ مؤيّداً له من حكاية سفيان الثوري ، وخطبة مسجد
__________________
(١) مسند أحمد ٥ : ٧١ / ١٦٤٩٨ ، سنن أبي داود ٤ : ٢٨٦ / ٤٩٤٤ ، سنن النسائي ٧ : ١٥٧ .
(٢) في «م» : النصيحة .
(٣) انظر : الشفا ٢ : ٧٤ ـ ٧٥ .
(٤) انظر : الشفا ٢ : ٧٦ .