الخيف في الحديث الحادي عشر من أحاديث فاتحة الكتاب (١) .
ثمّ لا يخفى أنّ إيرادهم ترك الخروج هاهنا مع اعتقادهم بحسن حال أهل الجمل وغيرهم غريب .
فتأمّل في جميع ما ذكرناه حتّى تعلم أيضاً أنّ المحبّ الذي يكون مستجمعاً للشروط المذكورة ، فلا شكّ في كونه أيضاً محبوباً عند اللّه ورسوله صلىاللهعليهوآله والمؤمنين ـ الذين رؤساؤهم أهل البيت عليهمالسلام ـ ومعدوداً من أوليائهم كما أنّهم أولياؤه ، ومن الذين رضي اللّه عنهم ورضوا عنه ؛ لظهور كون الحبّ من الطرفين ، وقد سبقت الآيات والروايات الشاهدة له .
وكذا تعلم أنّ البغض أيضاً كذلك ، وأنّ من أحبّ محبّي أهل البيت عليهمالسلام فهو من محبّيهم ، ومن أبغضهم فهو من مبغضيهم ، كما تبيّن أيضاً .
وفي أخبار أهل البيت عليهمالسلام أنّ الصادق عليهالسلام قال لأصحابه : «إنّ علامة بغض الناس لنا بغضهم لكم مع علمهم بأنّكم تحبّوننا ؛ إذ لا تجد أحداً يقدر أن يقول : اُبغض آل محمّد صلىاللهعليهوآله » ، وقال : «الناصب لنا من نصب العداوة لكم» (٢) .
ثمّ إذا عرفت هذا كلّه ، فلا يخفى حينئذٍ عليك ، بل لا تبقى لك شبهة في أنّ من اللوازم الدينية التبرُّؤ من الذين ظهر منهم ما ينافي مقتضى حبّ أهل البيت عليهمالسلام ، لاسيّما الذين ظلموهم وخذلوهم ، ووصلت منهم الأذيّة إليهم وأغضبوهم ، وأنّ من لم يتبرّأ منهم فليس من اللّه في شيء .
وسيأتي أيضاً في محلّه تبيان صدور هذه الأشياء من جمعٍ ممّن عُدّ
__________________
(١) راجع ص ٦٠ وما بعدها .
(٢) انظر : علل الشرائع : ٦٠١ / ٦٠ ، معاني الأخبار : ٣٦٥ ، عقاب الأعمال : ٢٤٧ / ٤ .