جعلهم شهداء على النّاس ليشهد محمّد صلىاللهعليهوآله علينا ولنشهد على شيعتنا ولتشهد شيعتنا على الناس» (١) الخبر .
ودلالاته أيضاً متّضحة بأدنى تأمّل ، لاسيّما على بعض ما نحن فيه ، وكذا على لزوم استمرار ورود الأوامر والأحكام كلّها من اللّه وتفسيرها لحجّته النبيّ أو الوصيّ .
وعلى أنّ ذلك كان كذلك من زمان آدم عليهمالسلام وأوصيائه جميعاً ويكون مستمرّاً ما دام التكليف ، ولا يكون زمان خالياً عن الحُجَّة إلاّ أن لا يكون تكليف .
وعلى أنّ الوصيّ ـ الذي لا يكون نبيّاً ـ لابدّ أن يكون محدّثاً يحدّثه الملك وإن لم يره ، وأنّ الرؤية مختصّة بالنبيّ .
وعلى أنّ حكم اللّه الوارد منه لا يكون إلاّ واحداً ، وإنّما الاختلاف بحسب الحكم بالآراء المحتملة للخطأ ، وأنّ من احتمل الخطأ في حكمه لم يكن إماماً وحجّةً من اللّه .
وعلى كون علم القرآن عند الأوصياء ، وكونهم مأمورين بكتمان حالهم عن مخالفيهم إلى أن يؤمروا بالإظهار ، كما أنّ النبيّ أيضاً كان كذلك .
وبالجملة : هو صريح في أنّ العلم من اللّه هو الفارق بين (٢) الحقّ والباطل ، فتأمّل .
وسيأتي تفصيل أكثر ما أشرنا إليه كلّ في محلّه ، لا سيّما في فصل الوصيّة ، وبحث بطلان الاختلاف وعجز الناس عن فهم جميع الأحكام من
__________________
(١) الكافي ١ : ١٩٤ / ٧ (باب في شأن : ( إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ )) ، بحار الأنوار ٢٥ : ٧٣ / ٦٣ بتقديم وتأخير ، وتفاوت يسير .
(٢) في «م» : بزيادة : الإمام .